جـميع المواد المنشورة في هذه المدونة تـخـضع لقوانين حـماية حـقوق الملكية الفكرية وأي نـقـل أو إقتباس دون ذِكـر المصدر قـد يُعرضـُـك للمسائلة القانونية - ما أكتـُـبه في هـذه المدونة قـد لا يعـني لك شيئاً ،، لكنهُ بالتأكـيد يعني لـيّ الكثــير ...................ء

الاثنين، 27 أغسطس 2012

لــعـــب عــــيال





" طريقة تحضير الجـنّ الرابعة عشر الخاصة بالمنازل والبيوت وكل ما يسكنه إنسان أو حيوان أليف

(قبل قراءة الأسطر القادمة يجب أن تعلم أنك من سيتحمل مسئولية ما ستفعله ، ليس أحدٌ سواك)

الأدوات المطلوبة : كوب زجاجي - ملعقة كبيرة - بخور شاه مغربي - مسحوق عظام مطحونة - ملح - ماء فاتر - طاولة دائرية - منديل قماش

الطريقة : يجب أن يكون الوقت قد تجاوز منتصف الليل ، أخفت إضاءة الغرفة ، املأ الكوب بالماء الفاتر وضع عليه ملعقتين من مسحوق العظام وملعقة ملح ،اغمس المنديل داخل الكوب ثم أخرجه، اترك الكوب نصف ساعة بعيدًا عن الإضاءة ، أشعل البخور وثبته في منتصف الطاولة ،بعد مرور النصف ساعة ابدأ بـ رش الماء على أطراف الطاولة في حركات دائرية مقترباً من مركز الطاولة ببطء شديد

ردد وأنت ترش الماء هذه العبارات ( ملحوظة : لا تقرأ هذه العبارات أو ترددها بصوت عالي إلا وأنت في حالة التحضير فقط )

ابدأ بالترديد :

" بإسم الله ملك سليمان وجنوده من الجن ، بإسم سليمان مُسخر الجن وقابضهم ، بسم القوي الأعظم ،تمتد يده فيمسك مايشاء ،تحضر إلينا بقوتك وقدرتك، عابرًا كل الحدود، متناسيًا كل الحواجز،قاضيًا على كل ما يُـعيقـُك ، حافظًا كل العهود ،حاميًا كل الديار ،مهلكًا بما تؤمر ،مطيعًا لكل الأوامر،احضر أيّها القوي ،احضر أيّها القوي ،احضر أيّها القوي ،احضر أيّها القوي ...... "

تظل تردد العبارة الأخيرة مع زيادة سرعة رش المياه على الطاولة حتى آخر قطرة ماء في الكوب ولا تتوقف عن ترديد عبارة : احضر أيّها القوي ....

وجّه فوهة الكوب إلى فمك وكرر العبارة الأخيرة ثلاثة عشر مرة

يُقلَب الكوب فوق البخور وفوهته إلى أسفل ، تبدأ الرؤية داخل الكوب تنعدم بسبب الدخان المتصاعد من البخور ، يغطَي الكوب بالمنديل

دع السكون يَعُــمّ المكان

ثبت عينيك على الكوب المُغطي بالمنديل وسط الظلال الناتجة عن الإضاءة الخافتة

انتظر وترقب

ما إن يتحرك الكوب قليلاً اعلم وقتها أن الجان قد حضر وأنه محبوس عن عالمنا داخل الكوب، حرره أنت
أرفع المنديل عن الكوب ،ستلاحظ هياج الدخان داخل الكوب ،أرفع الكوب ودع الدخان يختلط بهواء الغرفة ومعه يخرج جـِــنّــيك الخاص إلى هذا العالم ،خادِمـُــك "


توقف لحظات أمام الأسطر القليلة التي قرأها في الكتاب ، الكتاب الذي أقترضه من صديق طفولته الذي ظل ليلة كاملة يحدثه عن الجان وكيف أن طريقة استدعاءهم سهلة وسريعة ، في الوقت الذي تُعدّ فيه لنفسك كوب من الشاي يكون الجان قد حضر ،ظل طول الليل يحكى له عن تلك الليلة التي قضاها وهو يتحدث مع ذلك الجِنيّ الذي أحضره وطلب منه أشياء كثيرة لم يتأخر في تلبيتها ، قبل أن يفك أسره ويحرره ويتركه ينطلق ليعيش في عالمنا كما يشاء على وعد أنه سيأتيه كلما احتاجه.

- كل دي اشتغالات ياعمّنا ،تلاقيك كنت متقّــل بس في الشـُــرب الليلة دي.

هكذا سخر من كلام صديقه الذي أقسم بأغلظ الأيّمان أن كل ماحكاه صحيحًا

- ولو مش مصدقني جرب بنفسك.

اطلق ضحكة ساخرة : ياعم أنا مش فاضي للهبل ده وأرُشّ الطرابيزة عندي ميّة واقعد جنبها مستني لما تنبّــت ،ظلمك اللي دخلك مدارس والله.

- ههههه شكلك خايف يا بوب.

- أخاف من شوية كلام فارغ ؟!! أنا مُـثقف ومُـتعلم يبني مش جاهل زيك.
- يبقى جرب بنفسك واتأكد اذا كنت بكدب عليك ولا كلامي صح ،مش هتخسر حاجة ، لكن لو خايف بقى عادي قول ، احنا أكتر من أخوات مفيش بينا كسوف.

كان صديقه يلعب على ذلك الوتر الذي يعرف أنه ما إن يضغط عليه حتى يجعله يخوض تلك التجربة بنفسه ، زقد كان مُصيبًا

- طب هاته وهجربها النهاردة ، مش علشان حاجة ،علشان بس أثبتلك أنك أهبل وبتصدق أي حاجة وكل اللي شفته ده كان تهيؤات.
- هديهولك ، بس أنا مليش دعوة باللي ممكن يحصل ، أنت المسئول.

- ياعم أنت هتمثل ؟ هاته الكتاب انجز.


كان اسم الكتاب ( الطرق السحرية في تسخير القوى الخفية )

كتاب من الكتب العتيقة ،يظهر على ورقه آثار الزمن ،ذلك الورق الأصفر المُجعد من الأطراف وله رائحة غريبة مُنفرة لم تستطع أنفه أن تتحملها ،لهذا السبب لفّه صديقه في كيس بلاستيكي أسود.


لم يجد أنسب من هذا الوقت حيث كل من في البيت نيام وها قد انتصف الليل منذ أكثر من ساعة،
فلماذا لا يُجرب ليثبت لنفسه قبل صديقه أن كل تلك الخزعبلات ما هي إلا هراءات

أغلق الكتاب ونهض من على سريره

اتجه إلى المطبخ ليُحْضر الملح والملعقة والكوب الزجاجي الملئ بالماء الساخن نوعًا ما ، لايعلم أين تضع أمه الزعتر لكنه سيبحث عنه ،

عاد إلى غرفته ومعه كل ماهو مكتوب في الكتاب ،أغلق باب الغرفة على نفسه بالمفتاح ،أخرج من جيبة ورقة جريدة ملفوفة كان صديقه قد أعطاه إيّاها ،فتحها ليجد بيها أعواد خشبية فهم أنها ذلك البخور الهندي ،

أخفت إضاءة الغرفة

- الطاولة الدائرية !!!

تذكرها فخرج مسرعًا من الغرفة ، إلى تلك الطاولة الدائرية التي تتوسط صالة المنزل ، أفرغ ما عليها على الكنبة المُجاورة وحملها إلى غرفته

تأكد من غلق الباب مجددًا

ثم بدأت الليلة

وضع الطاولة في منتصف الغرفة ،اخرج ولاعته من علبة سجائره التي لا تفارقه ،أشعل البخور ووضعه في مركز الطاولة ، أصبح الماء الذي يملأ الكوب الزجاجي فاترًا ،وضع ملعقة الملح وملعقتين الزعتر ثم قلّبهما بالملعقة حتى تأكد من ذوبانهما ، أحضر المنديل القماش الخاص بجده والذي كان يحتفظ به لتذكيره بما مضى من أيام الطفولة ،أدخل المنديل داخل الكوب ثم أخرجه ووضعه جانباً ،بعد مرور نصف ساعة ،بدأ يختنق من دخان البخور الذي أغرق المكان مع تلك الإضاءة الخانقة بطبعها،

أمسك الكوب وبدأ برَشّ الماء على الطاولة بطريقة دائرية ،وضع الكتاب أمامه في منطقة مضيئة نسبيًا حتى يستطيع أن يرى العبارات المكتوبة ، وبدأ يُردد

" بإسم الله ملك سليمان وجنوده من الجن ، باسم سليمان مُسخر الجن وقابضهم ، بسم القوي الأعظم ،تمتد يده فيمسك مايشاء ،تحضر إلينا بقوتك وقدرتك، عابراً كل الحدود، متناسياً كل الحواجز ...... حتى وصل إلى آخر عبارة " احضر أيّها القوي "

ازداد اضطرابه وبدأ يزيد من سرعة رشّـه للماء وهو يكرر العبارة

احضر أيّها القوي ،احضر أيّها القوي ،احضر أيّها القوي ،حتى انتهى الماء من الكوب

ازداد احساسه بالاختناق ،قلَب الكوب فوق البخور فبدأ الدخان يثور داخل الكوب كأنه بركان حتى امتلأ الكوب وسكن الدخان وانعدمت الرؤية داخله، أمسك بالمنديل وغطى بهِ الكوب


لحظات من الصمت خيّـمت على الغرفة يقطعها على فترات متباعده كُحّة خفيفة تخرج منه إثر البخور القوي الذي لم تستطع شعيراته الهوائية أن تتحمله

صمْت

هدوء

ترقب

من المُفترض الآن أن يتحرك الكوب قليلاً دلالة على حضور ذلك الجنيّ وحبسه داخل الكوب ،كل ما عليه أن يرفع الكوب من فوق الطاولة ليسمح للجنيّ بالمرور إلى عالمنا

- إيه لعب العيال ده ؟!!

قالها حانقًا على انتظاره الطويل الذي دام أكثر من 10 دقائق بالرغم من أن صديقه أخبره أن العملية تنتهي في لمح البصر

انتظر خمس دقائق أخرى لم يحدث فيها شئ سوى تلك الكُحة التي ازدادت وذلك الصوت الذي بدأ يخرج من صدره يخبره بأنه لو انتظر خمس دقائق أخرى فربما يذهب هو إلى العالم السفلى قبل أن يحضر منه أحد.

فتح نافذة الغرفة ليستعيد تنفسه الطبيعي ويتنفس ذلك الهواء الرطب القادم من الخارج

- كنت عارف من الأول أن كل ده هبل ولعب عيال

كان حانقًا على نفسه أكثر حنقه على صديقه

لماذا قرر أن يخوض تجربة هو على يقين من فشلها ؟

ما فائدة تلك الكتب التي تملأ مكتبته والتي يُضيع أكثر وقته في قراءتها ،ما الفرق بينه وبين الآخرين من ضعاف العقول والنفوس ؟!!!

أرهقه سخطه وضيق تنفسه فألقى بنفسه فوق سريره الذي يقع أسفل النافذة المفتوحة

ظل يرمق السماء من خلال النافذة مفكرًا في لاشئ

سيضطر غدًا أن يتحمل الكثير من السُباب والشجار مع والدته عندما ترى تلك الفوضى التي تركها في الغرفة
فليكن ما يكون
المهم أنه مُتعب الآن ويحتاج إلى الراحة
ربما ينام خمسة عشر ساعة
ربما خمس وعشرون
ربما لا يستيقظ أبدًا

غلبه نُعاسه فأدار ظهره إلى الغرفة وغاب في سُباته العميــق

لم يلحظ وهو يُدير ظهره للغرفة ذلك الهياج الذي انتاب الدخان داخل الكوب

لم يلحظ تلك الحركة الخفيفة التي حدثت للكوب فوق الطاولة

لم يكن يعلم أن ما فعله 
لم يكن مجرد " لعب عيال "
 


أحمد الدسوقي
27/8/2012

الثلاثاء، 21 أغسطس 2012

أنا - ولا مؤاخــذة - صيــــدلي (2)



=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-


لو مكنتش قريت الجزء الأول أنصحك متقراهوش


=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-
أنا صيدلي
مش عارف ده من حسن حظي ولا من سوءه
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-

تختلف نظرة الإنسان العادي إلى الكائن الغير عادي ( اللي هو الصيدلي ) وإلى الصيدلية اللي هو قاعد فيها من شخص إلى آخر

في وجهة نظر بتقول : أن الصيدلي ده كائن ملوش لازمة دخل كلية ملهاش 30 لازمة برضه وأنه ولا مؤاخذة واقف ف الصيدلية زيه زي أي كرسي
ملوش أي رأي
كل وظيفته أنه يصرف الروشتة ومش من حقه يغير أو يقول أي كومنت على الدوا اللي مكتوب حتى لو كان كل دوا متعارض مع الدوا التاني
أنت مجرد(بقال) تجيب اللي يتقالك عليه وبس.والصيدلية دي مجرد سوبر ماركت ، زي ما بتبيع دوا ، بتبيع أي حاجة تانية لدرجة أنه ممكن يستغرب لو سألك على مسحوق غسيل وقلتله مفيش.

 وفي وجهة نظر أخرى بتقول : أن الصيدلي ده عبارة عن أطلس طبّي ماشي على الأرض،قاموس ( اسم النبي حارسه وصاينه ) حافظ كل الأدوية اللي نزلت واللي لسه منزلتش ، الذي كان منها والذي لم يكن ،، يكون عارف كل الأمراض وتشخيصها وأسباب حدوثها ومضاعفاتها وطرق الوقاية منها والعلاج بالإضافة إلى إجادته الكاملة للطهي والمسح وتربية الأطفال ؛ من الآخر كده الصيدلي ده بتاع كله.
النوع ده لو سألك عن أي حاجة أياً كانت بقى حتى لو مش تخصصك ، مش هقولك وطلعت مش عارفها ، لأ ، طلعت مش عارف كل حاجة عنها ،، هيفقد الثقة فيك ،هتبقى من وجهة نظره ولا مؤاخذة(حُمار) وعمره ما هيسألك على حاجة تاني ويمكن متشفش وشه تاني كمان.
وطبعاً لازم تسمع منه "أومال صيدلي إيه وبتاع إيه ؟! "
ميعرفش أن في كل يوم أكتر من 5 أدوية جداد بينزلوا السوق؛يعني الواحد لو قعد شهر مينزلش الصيدلية هيرجع يلاقي عدد الأدوية الجديدة أكتر من الأدوية القديمة نفسها.

مهنة الصيدلة
أو مجال الأدوية بصفة عامة فيه ميزة قوية جداً وعيب أقوى بكتـــــير
الميزة هي أن المجال ده واسه جداً وممكن يتسع لجميع المؤهلات
أما العيب
فهو أن فعلاً كل المؤهلات بقت بتشتغل فيه
ابتداءًا باللي معاه الابتدائية ( ويدوب بيقرأ حروف الانجليزي بالعافية ) لحد الأطباء البشرين اللي بقوا بيشتغلوا في مجال الدعاية وبيفتحوا صيدليات وشوية وهيطلعوا كارنيهات نقابة الصيدلة.

موقف حصل معايا شخصياً
وأنا واقف في صيدلية دخل عليا راجل كبير قالي:أنت صيدلي؟ قلتله :آه ، قالي: طيب
ممكن تقرالي الروشتة دي لو سمحت؟
قرتهاله ، وقلتله : أجيبلك الأدوية اللي فيها؟ قالي : لأ ؛ أنا عندي صيدلية وراكوا
!!!!!!!!!
طب إيه يا عمّنا ؟!!!
حكالي بقى قصته
أصل أنا عندي بنت خلصت كلية تجارة وقاعدة في البيت زهقانة فقلت أفتحلها
صيدلية تسلي نفسها بيها (على حد كلامه) وفي واحد دخلهم بالروشتة دي فمعرفوش
يقروها فقال يجي يستعين بينا.

مكنش الفيس بوك أيامها  بدأ بالانتشار الواسع ده فالبنت ياعين أمها كانت قاعدة في البيت والملل هيقتلها ، فالأب الحنون معجبوش الوضع وخاف البنت تقطع شرايينها من الملل ولا حاجة ففتحلها صيدلية تضيع وقتها فيها.
(هو أنا لو قلت كلمة وحشة دلوقتي هتقولوا عليا قليل الأدب ؟)
 كل واحد حر في إختيار مهنته وعمله وكل واحد ليه رزقه
لكن في حاجة اسمها التخصص
التخصص اللي بيخليني أقول لزبون داخلي يستشيرني في حاجة بيشتكي منها أنا معنديش معلومات كفاية عنها ومش هقدر أفتي فيها : لازم تروح لدكتور.
مع العلم أن الدكتور مفهّم المريض ومفهّم نفسه ومفهّم الناس كلها أنه أعلم واحد بالأدوية ( وهو في الحقيقة بيآخد معلوماته عن الأدوية من مناديب شركات الأدوية ، وكله على ادينا بعون الله ).

التخصص يا سادة ، التخصص
التخصص اللي ميخليش أي حد يشتغل في أي حاجة
وإيــه النتيجة؟
النتيجة أن القانون بيقول أن لازم يكون بين كل صيدلية والصيدلية اللي جنبها 100 متر ،، وبالفعل ، القانون بيطّبق بالظبط (وبتلاقي كل 100 متر صيدلية ) ، الصيدليات بقت أكتر من المرضى نفسهم ، غير الصيادلة بقى عندهم صيدليات أكتر من الصيادلة ، أنا أعرف صيادلة مش لاقين مكان يفتحوا فيه صيدلية ( وعندهم القدرات اللي تخليهم يقدروا يفتحوها بمجرد أنهم يلاقوا مكان مناسب ) ، وأعرف في نفس الوقت ناس مش صيادلة عندهم سلسلة صيدليات.
بس اللوم برضه بيقع على الصيادلة اللي بيبيعوا اسمهم لأي حد علشان يفتح صيدلية لمجرد أنه يآخد كام مليم كل أول شهر منه.

=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-

الصيدلي ده كائن اسفنجي غلبان
أول ما تشوفه تحس انه منفوخ كده وحجمه كبير ، ولو ضغط عليه هتلاقيه طري وضعيف ومكسور الجناح،
يفضل 5 سنين في الكلية يفحت في نفسه ويشمّ في أحماض ويشرب في كيماويات لما تطلع عينه وأول ما يتخرج بيبقى راسم لنفسه حياة حافلة بالصيدليات والزباين والأدوية والفلوس اللي بتجيله من كل ناحية،

تلاقي أهله : شايفينه خارج وداخل عليهم وهم متوقعين أن ابنهم ده البرستيج والـشياكة والأناقة كلها ومتصورين أن الواد بيمشي في الشارع الناس كلها بتعامله كأنه مَلِك وسُلطان زمانه ( والزمان اللي بعد زمانه ).

وتلاقي أصحابة : شايفينه الواد اللي قاعد في الصيدلية مش بيعمل حاجة طول اليوم غير أنه يبيع أدوية ويتفرج على ماتشات ويلعب بلاي ستيشن وآخر اليوم يقعد يعدّ في الفلوس.
أو لو شغال في الدعاية بقى ،، اوعى وشك يابن المحظوظة ،، قاعد في بيتك طول الشهر وآخر الشهر تروح تسحب الكام ألف جنيه بالفيزا من البنك وآخر كل سنة تسافرلك سفرية حلوة ، دا غير الفنادق بقى والمؤتمرات والعيشة المرتاحة يا معلّم ، وكله على حساب صاحب المَخِــل ( الشركة ).

وتلاقي حبيبته : شيفاه السوبر هيرو بتاعها اللي كل ما تتعب أو حد من أهلها أو صاحباتها يتعب ( حتى لو جاله داء السلطعون ) تجري على حبيب القلب تسأله أديله دوا إيه؟ وتفضل تتفشخر بيه وبجمال شكله وهو لابس البالطو الأبيض
( اللي هو أصلاً مبيلبسوش ).

وتلاقي الزباين : شايفينه حرامي كبير بيسرق فلوسهم وبيبذل أقصى جهده علشان يموتهم ويبوظ كل اللي الدكتور بيعمله ، ولولا أنهم مفتحين وصاحين والدكتور ( الله يكرمه ) بيحذرهم من ألاعيبه كان زمان الصيدلي ده ادّاهم أدوية بديلة تجيب أجلهم بمجرد أنهم يدفعوا الفلوس ويخرجوا من الصيدلة ، قبل حتى ما يلمسوا علبة الدوا.

وتلاقي الحكومة : شيفاهم جراد بينتشر بسرعة كبيرة فلازم يحاولوا يرشوا عليهم مبيدات علشان يقللوا الإنتشار الرهيب ده.


مش بقولكوا كائن اسفنجي غلبان !!


** وللحديث بقية **




أحمد الدسوقي
21/8/2012