أيها المشير
انظر إلى أين أُشِــير
فيما العجب ؟
إنها ليست مومياوات من الأساطير
إنها جثث شهداء ثورة
ثورة قامت في ميدان التحرير
خرجوا يطلبون الحرية فاعتـُـقِلوا
خرجوا يطلبون الحياة فـقـُـتِـلوا
ومع ذلك
نجحت ثورة التحرير
وحدث التغيير
وخـُــلع الرئيس
وأصبح كل وزير ظالم
فــ القفص كالكلب التعيس
وجاءوا بهم إلى المحكمة
وأسموها محاكمة التاريخ
فلنبدأ بسماع المحامين
ثم نسأل المتهمين
لينكروا جميع التــُـهم
وكأننا ظلمة دعاة التكفير
قالوا أئتوا لنا بالشهود
فمنهم من ثبت على قوله
ومنهم من طــُــعِـنَ بالتزوير
قالوا ليس أمامنا سوى شخص واحد
سيجعل الله على يده المصير
كلماته ستؤخذ كالسيف
على رقبة كل من ظلم الفقير
وسنجعله يُـقـْـسم بقول الحــقّ
ونـُـذكره أن الله يراه في كل وقتٍ وحـيــن
أئتوا لنا به
لعله يشهد شهادةً للتاريخ
وجاء يوم شهادته
وكان الكل ينتظر كلامه
ليتساقط المتهمون
كما تتساقط أوراق الشجر في فصل الخريف
ولــــكــــن
كل إجاباته كانت
لا أعلم
لا أعتقد
لا أذكر
وهو في الواقع
لا يــــــــريــــد
أعَـلِمْـتَ هذا الشاهدُ الاخير ؟
إنه أنت أيها المشير
لماذا أدرت وجهك عني ؟
أنظر إلىَّ أرجوك
إنني إلى جثث الشهداء مازلت أُشِــير
أحمد الدسوقي
25/09/2011
