جـميع المواد المنشورة في هذه المدونة تـخـضع لقوانين حـماية حـقوق الملكية الفكرية وأي نـقـل أو إقتباس دون ذِكـر المصدر قـد يُعرضـُـك للمسائلة القانونية - ما أكتـُـبه في هـذه المدونة قـد لا يعـني لك شيئاً ،، لكنهُ بالتأكـيد يعني لـيّ الكثــير ...................ء

الخميس، 29 نوفمبر 2012

غريب في وطنه


منذ حوالي الـ 5 سنوات اعتادوا أن يتجمعوا في نهاية كل يوم على ( قهوة بلدي أو كافي شوب ) ، كان هذا التجمع لا يقل عدده عن ( بدون مبالغة ) الـ 15 - 20 شخص، كانوا جميعهم من الأصدقاء المقربين، من الممكن أن يزداد العدد لكنه لا يقل، بل مع مرور الوقت تجد أن العدد في تزايد مستمر، كان تجمعهم لا يخلو من المرح والنقاش الحاد في بعض الأحيان والهاديء في أحيانٍ أخرى، كانوا يتناقشون في كل الأمور، الهام منها والتـافه

، يمرحون، يضحكون من قلوبهم، ( يألشوا على بعض )، كان هذا التجمع يزيل عنهم الهموم والعناء الذي اعتادوا أن يواجهوه منذ استيقاظهم كل صباح حتى موعد تجمعهم، مازالوا شبابًا كلٌ منهم له حلمه الخاص الذي يريد أن يُحققه ولعل هذا التجمع يزيل تلك الأتربة التي تتجمع طوال النهار على قلبه ليذهب كلٌ منهم إلى بيته آخر كل ليلة ليس عليه ذرة غبار ليستيقظ في الصباح قادرًا على مواصلة مشواره.

فجأة قرر أحدهم أن يتركهم ويسافر إلى دولة من دول الخليج ليبحث عن لقمة عيش ألذ من تلك التي ملّ من أكلها في وطنه والتي أصبحت تسبب له تقرحات في حياته، تجمعوا جميعًا ليلة سفره ليودعوه ويتمنوا له التوفيق، ويمر الوقت، كل منهم مهتم بعمله أو دراسته، لكن مهما كانت اهتماماتهم وانشغالهم بحياتهم الشخصية لا يمنعهم ذلك من التجمع كل ليلة، إذ كيف يكون باستطاعتهم مقاومة كل ما يواجهونه طوال اليوم إلم يكن عندهم أمل في تلك السهرة التي تهون عليهم كل شيء !!

فجأة، قرر آخر أن يكرر تجربة الأول في السفر، لم لا ؟!! فليجرب ذلك الحلم الذي يُحلق في سماء أحلام أي شاب في عمره، أليس هذا ما نشأ عليه؟ تجمعوا في ليلة سفره ليودعوه ويتمنوا له التوفيق.

ويمر الوقت بهم، بعد مدة أقصر من الأولى قرر ثالث أن يخوض التجربة، فالحال في استياء، والآمال كلها مبنية على السفر إلى دولة خليجية وحلم الثراء والعيش الرَغَد.

مع مرور الوقت أصبحت تجمعاتهم ليست لمشاركة الأفكار أو الهموم أو حتى الضحك أو التسلية، بل أصبحت أغلب تجمعاتهم لتوديع فرد منهم، كل أسبوع، كل شهر، كل سنة.
أصبح ذلك المسافر وهو يودع اصدقاءه كلٍ بطريقته، يسلم على أحدهم ويأخذه بين أحضانه هامسًا في أذنه : هتوحشني، مستنيك هناك بقى.
فيرد عليه بكل ثقة : لا ياعم أنا مبفكرش في السفر دلوقتي خالص،
لكنه بعد بضعة أشهر يجد نفسه يحزم حقائبه وفي اتجاهه إلى المطار ليقابل صديقه الذي اخبره أنه سيكون في انتظاره في يومٍ من الأيام، لم يكن يتوقع أن الانتظار لن يدوم طويلاً بهذا الشكل.

في نهاية المطاف، تمرُ على تلك القهوة التي اعتادوا الجلوس عليها لتجد بقايا تلك الصُحبة وقد أصبح عددها لا يزيد في أحسن الأحوال ( أيام المناسبات ) عن الــ5 أفراد على أكثر تقدير،حتى ما بقي منهم أصبحت هموم الحياة ومشاكلها ومشاغلها ومشكلة البحث عن لقمة عيش لا توفر لك الحياة اللتي تتمناها ولكنها تمنعك من التسول، تشغلهم جميعًا وتجعل تجمعهم كل ليلة ليس بالسهولة كما كان.

في تلك الليلة قرر اثنان من تلك البقية الباقية أن يخوضوا نفس الرحلة التي أصبحت واجبة على كل شاب يعيش في هذا البلد، لكنهم للأسف لن يجدوا تلك المجموعة الكبيرة لتودعهم، لأنهم ببساطة هم من ودعوا السابقين قبل سفرهم، فما هم إلا لاحقون لهم، لكنها بعض الكيلومترات والدقائق حتى يصبحوا في كنفهم، ليبدؤوا رحلة البحث عن الحياة الكريمة التي لم يجدوها في وطنهم، وليتركوا ما تبقى منهم ليفكروا جيدًا في اللحاق بهم، عاصرين اكتافهم بقوة أثناء لحظات الوداع قائلين نفس الجملة التي قيلت لهم من قبل : هتوحشني، مستنيك هناك بقى.

يجلس أحدهم بعد توديع آخر اثنين قررا السفر ليفكر في تلك البلد، ذلك الوطن الذي أجبر كل هذا العدد من أولاده في هذا العدد القليل من السنوات أن يتركوه ويرحلوا غير آسـفين على شيء .

ا
صبح يشعر أنه غريب في وطنه، يقتله احساس الغربة وهو في وطنه وبين أهله، فعدد اصدقاءه بالخارج اضعاف اضعاف عدد من مازال منهم معه.
هل هذا الوطن يُحب أولاده، أم أنه لا يبالي بهم ؟!!، أم أنه يحبهم ولكنه لا يملك القدرة على الاحتفاظ بهم؟!!،فهل هذا حب ؟!! أم أن هذا الوطن كالأم التي أنجبت طفلها وهي تحبه لكنها لا تجد مالاً لتنفقه عليه لأن زوجها قد سلبها كل أموالها وتركها هي ووليدها، فلا يكون منها إلا أن توُدعه أقرب دار أيتام او ملجأ ودموعها تُغرق تلك الخرقة البالية التي تلف بها هذا الصغير البائس ؟!!

ولكن هل هذا الوطن حقًا يذرف دمعة واحدة على أبناءه الذين يتركونه ويفرون منه كل يوم ؟!!

لن يفكر طويلاً لأنه يعلم أنه لن يجد إجابة..........















أحمد الدسوقي
28/11/2012

الاثنين، 10 سبتمبر 2012

أنا - ولا مؤاخــذة - صيــــدلي (3)



-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-
الجزء الأول

**************
الجزء الثاني


=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=
أنا صيدلي
مش عارف ده من حسن حظي ولا من سوءه
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=


بالرغم من كل المساوئ والعقبات اللي الصيدلي بيقابلها في حياته المهنية والاجتماعية والمادية - وحتى - العاطفية ، إلا اننا بنلاقي حياته كلها مليئة بالمغامرات والمواقف اللي ربنا بيحطه فيها علشان ينمّي جواه مهارات وقدرات خاصة مش هتلاقيها عند أي حد تاني غير الصيدلي ( بالظبط كده زي تدريبات الصاعقة والفرقات الخاصة - بس من نوع تاني )
القدرات دي منها :
- القدرة على التعامل مع الآخرين تحت أي ظرف وكبت المشاعر الداخلية
 ( يعني طظ في مشاعر سيادتك المهم مشاعر اللي قدامك ).
- ضبط النفس والتعامل بكل احترام مع الزبائن والدكاترة وحتى المرضى وكل اللي بيعاملوك بغير احترام.
- قدرات الدفاع عن النفس وإجادة استخدام السلاح المائي والدوائي والمبيد الحشري - إن لزم الأمر - التي تؤهلك أن تحرس صيدلية وتحميها من المتطفلين ومدمني المُكيفات اللي ربنا بـيـبـتـليك بيهم بعد منتصف الليل (  لو  كنت قاعد في صيدلية ).
- القدرة على الصمود ومنع نفسك أنك تسيب الصيدلية وتطلع تجري لو تعرضت للفقرة السابقة.
- القدرة على منع نفسك أنك تطلّع كل كلمة حفظتها في قاموس الشتايم القبيحة لزبون دخلك وقالك حاجة تستفزك ( لو برضه كنت قاعد في  صيدلية).
- القدرة على منع نفسك من أنك تمسك أي حاجة قدامك وتفتح بيها دماغ مُديرك وتقف تتفرج على نافورة الدم وهي بتخرج من راسه وأنت مستمتع بلذة النشوة اللي أنت حاسس بيها ( لو كنت شغال في الدعاية أو في مصنع ).
- القدرة على منع نفسك أنك تـفـُـك الكرافت اللي أنت لابسها تحت البدلة وتلفها حوالين رقبة الدكتور - اللي أنت داخل تكلمه عن الدوا بتاعك - وتخنقه بيها وتسمع آخر نـَـفـَـس بيخرج منه وأنت في قمة احساسك بالسعادة والانتصار ( لو كنت شغال في الدعاية ).
- القدرة على منع نفسك أنك تلطش واحد بالقلم لأنه مجرد ما عرف أنك صيدلي قالك : مفيش حاجة علينا يا دكتور بقى ؟ النهاردة الخميس والولِــيّــة مستنياني في البيت ويرضيك  يعني منظري يبقى وحش قدامها ؟ ( الناس بقى عندها انطباع أن الصيدلي ماشي في الشارع وفي جيبه اليمين علبة فياجرا ،  وفي جيبه الشمال علبة ترامادول )
- اكتساب لغات جديدة لن يفهمها غير الصيدلي ،، على سبيل المثال : التعنية - التمشية - الاستعنا ( لو كنت شغال في وحدة صحية أو صيدلية في أرياف)
- تعلم فونطات (Fonts ) جديدة في الكتابة لم تكن تعرفها من قبل وتأكيد المعلومة اللي بتقول : أن في دكاترة بيقدروا يكتبوا الروشتات برجليهم ( لأن  اديهم مش فاضية ).

*-*-*-*-*-*-*-*-*

الصيدلي لما يتخرج بيبقى عنده مجالات كتير جداً يقدر يشتغل فيها
وهو اللي بيختار ،، ولحكمة إلهيــة كل المجالات بيكتسب فيها نفس الخبرات والمهارات
الصيدلي لما يتخرج يقدر يشتغل مُعيد في الكلية ، بس دي بتحتاج تمهيد واستعداد قبلها بـ5 سنين وبعض المواهب الخاصة : 
- مذاكرة طحن من أول السنة لحد النتيجة ( في الفترة ما بين الانتهاء من الامتحانات لحد النتيجة بيقعد يراجع الامتحان ويشوف نفسه هينقص كام درجة ).
- الجلوس في الصف الأول من المدرجات ( وكل ما تقرب من رجل الدكتور وهو بيشرح كل ما درجة استيعابك وفرصتك للتفوق بتزيد ).
- حضور جميع المحاضرات ( حتى اللي مبتفهمش منها حاجة ).
- سرعة إيدك في الكتابة تكون لا تقل عن 120 كلمة في الثانية الواحدة.
- حرمان نفسك من جميع الرفاهيات ووسائل التسلية طوال العام ( حتى لو كنت خلصت مذاكرة ) من باب مينفعش تكون من الأوائل ومجتهد والناس تشوفك بتلعب ( في حالات نادرة جداً بتكون دماغها نضيف بتقدر تعمل اللي هي عيزاه وفي نفس الوقت تتفوق دراسياً - بس دي فصيلة نادرة جداً لو مكنتش انقرضت خلاص - )

شايف في نفسك المواصفات والمهارات دي كلها ؟!! إذن توكل على الله وخلص كليتك بتقدير امتياز ( ولازم تكون مع المرتبة ) وترتيبك على الدفعة لا يقل عن المركز التالت وبعدها اشتغل معيد في الكلية وأقبض 450 جنيه في الشهر ، وممنوع تــدّي كورسات خاصة برة الجامعة وإلا هيتم فصلك من الجامعة ، يعني هتعيش بالــ450 بس إلا اذا كان عندك صيدلية أو بتشتغل في صيدلية تحسّن بيها دخلك أو فاتحلك أي كُشك بتجيب منه فلوس.
مش بس كده ،، هتلبس في دفعة سنة رابعة أو خامسة ( اللي حضرتك هتكون أكبر منهم بسنة أو سنتين بالكتير ) يعني هيبقوا شايفينك واحد زيهم في سنهم وهيقعدوا يشتغلوك وكل واحد فيهم يحاول يعلّم عليك ويحرجك (خصوصاً لو كان في بنات معاهم في السيكشن ) ، ويسلام لو أنت بقى واد أمور كده وشيك هتلاقي بنات السيكشن كلهم عليك زي الرُز وتبدأ كل واحدة تنفسن من التانية بسببك وفي الآخر هتلبس في الحيط ومش بعيد قبل ما تلبس فـ الحيط تلبس فضيحة.
أنا مش عايز أسوّدها في وشك ، بس انت ذاكر يخويا وهات امتياز واطلع بترتيب على الدفعة وبعدين ابقى فكر في مميزات وعيوب المُـعيد ، ووعد مني مش همنعك.


=*=*=*=*=*=*=*=*=*=

كصيدلي عندك فرصة بعد ما تتخرج تستلم تكليفك وتشتغل في الحكومة ، مُرتبك الأساسي 170 جنيه دا غير الحوافز والتقيم والذي منه.
وربنا يوعدك بشغل إداري ، سواء في تراخيص أو تفتيش أو الكلام ده ، تلفلك على كام صيدلية كل اسبوع وحلو أوي على كده ، موظف حكومة بقى.
الموضوع ده بيلاقي استحسان كبير عند البنات ، أهو يبقى اسمها بتشتغل ، واسمها بتروح وتيجي من الشغل ، لكن هي في الواقع بتروح نادي اجتماعي ( بس مفيهوش بيـسـين ) ، تدخل إدارة الصيدلة تلاقيها عبارة عن 4 غرف مكتبية ، واحدة منهم قاعد فيها موظف أو موظفين بيخلصوا كل شغل الإدارة ، وواحدة قاعد فيها المدير أو المديرة ، والأتنين التانين قاعد فيها مالا يقل عن 15 دكتورة صيدلانية دخلت الكلية وتعبت مذاكرة 5 سنين علشان تيجي تتناقش مع زميلاتها في العمل عن طريقة عمل كيك الهوت دوج ، وامبارح جوزي راجعلي الساعة 4 الفجر يقولي حضريلي العشا فاكرني شغاله عند اللي خلفــ.. احم وأنتي خطيبك عامل معاكي ايه يا سُعاد ،
 حاجة كده اشبه بزنقة الستات ، تدخل عليهم تخلص ورق  تلاقي 7 - 8 دكاترة قاعدين وكل واحدة فيهم تحدفك للي جنبها ، لحد ما تبقى عايز تفجر نفسك فـ المكان.

وممكن لو مش عايز الكلام دا كله ربنا يوعدك بوحدة صحية المريض أول ما يدخل الوحدة يجي عليك الأول ،، عندك أدوية إيه يا دكتور ؟ يعرف الأدوية الأول وعلى اساسها يروح يقول للدكتور المرض اللي عنده (صياعة برضه ) ، لأنه كده كده بيدفع تمن الكشف ( جنيه ) وممكن بعد ما يكشف ميكنش في علاج للمرض بتاعه في صيدلية الوحدة والجنيه يروح عليه، فبيخليه في المضمون.
أو تشتغل في صيدلية مستشفى ، وتشوف سيل المرضى اللي بيهجم عليك وبيعاملوك على أنك السبب الأساسي في مرضهم.

آه نسيت أفكرك
وبرضه مرتبك الأساسي 170 جنيه.


*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
ممكن تفكك من كل الكلام ده
أنت تخلص الكلية وتشتغل في مصنع أدوية - أوعى وشك - كوالتي كونترول وانتاج وQuality Assurance وتخطيط بقى وشغل عالي جداً ، برنس ، حاجة كده تشغل بيها دماغك ، وممكن تعملك دبلوما أو ماستر تدفعلك فيه مالايقل عن 20 ألف جنيه ، وفي الآخر هتشتغل في مصنع بيضرب الشهادات والأوراق اللي بيقدمها لوزارة الصحة ، ومعندوش أي مانع انه ينزّل دوا غير مطابق للمواصفات في سبيل أنه ميخسرش كام ألف جنيه ، تتحطم كل آمالك وطموحاتك والصورة الوردية اللي كنت راسمها لمصانع الأدوية والكلام اللي أنا كتبته في الأول ده.
==================================
قصة قصيرة من واقع الحقيقة داخل مصانع الأدوية 
على لسان صديق مقرب جداً ليّـا كلامه موثوق منه مليون % ( وأنا نفسي جربت من ده كتير )
القصة باختصار أن صاحبي شغال في رقابة الجودة في احدى مصانع الأدوية ، المصنع كان بيعمل دوا شـُـرب ، طبعاً وهم بيعملوا دوا الشـُـرب بيعملوا الأول البودرة وبعد كده يحِـلّوا البودرة بمياه ( المفورض انها معقمة ) في containers ، بعد ما تم حَــلّ البودرة بالمياه والـ containers دي فضيت اكتشفوا أن في قاع الـ containers في فئران ميتة ( محدش يتصدم ولا يقشعر ولا يشمئز - دي حاجة بسيطة جدًا ) طبعاً كانوا عايزين ينزلوها السوق لأنهم لو أعدموا الباتش دي هتخسرهم كتير جدًا ،، صاحبي قالهم هبلغ وزراة الصحة لو نزلت السوق ، قالوله خلاص هنعدمها ،، بس هاتلي دليل واحد أنهم اعدموها ومنزلوهاش السوق وخسروا آلاف الجنيهات علشان تهديد من واحد شغال عندهم.

خلصت الحكاية 

==================================


لو أنت صيدلي مش عايزك تقرأ الكلام ده وتحس بالإحباط وتفقد الأمل في بكرة ،، لسه اللي جاي أحلى ( من غير اعتذار لتامر حسني
أنت متعرفش أنك ممكن تفتح صيدلية خاصة بيك وتعيش ملِـك زمانك وصاحب أملاك وتبدأ تعيش الحلم حقيقة ومتقدرش تقعد من غير جردل ميّــة جنبك علشان تبل بيه صوابعك علشان تقدر تعدّ الفلوس ؟
بجد مكنتش تعرف كده؟!!!!
مش بقولك اللي جاي أحلى  ^_*

بس ده عايز موضوع لوحدة


** وللحديث بقية **







أحمد الدسوقي
9/9/2012

الاثنين، 27 أغسطس 2012

لــعـــب عــــيال





" طريقة تحضير الجـنّ الرابعة عشر الخاصة بالمنازل والبيوت وكل ما يسكنه إنسان أو حيوان أليف

(قبل قراءة الأسطر القادمة يجب أن تعلم أنك من سيتحمل مسئولية ما ستفعله ، ليس أحدٌ سواك)

الأدوات المطلوبة : كوب زجاجي - ملعقة كبيرة - بخور شاه مغربي - مسحوق عظام مطحونة - ملح - ماء فاتر - طاولة دائرية - منديل قماش

الطريقة : يجب أن يكون الوقت قد تجاوز منتصف الليل ، أخفت إضاءة الغرفة ، املأ الكوب بالماء الفاتر وضع عليه ملعقتين من مسحوق العظام وملعقة ملح ،اغمس المنديل داخل الكوب ثم أخرجه، اترك الكوب نصف ساعة بعيدًا عن الإضاءة ، أشعل البخور وثبته في منتصف الطاولة ،بعد مرور النصف ساعة ابدأ بـ رش الماء على أطراف الطاولة في حركات دائرية مقترباً من مركز الطاولة ببطء شديد

ردد وأنت ترش الماء هذه العبارات ( ملحوظة : لا تقرأ هذه العبارات أو ترددها بصوت عالي إلا وأنت في حالة التحضير فقط )

ابدأ بالترديد :

" بإسم الله ملك سليمان وجنوده من الجن ، بإسم سليمان مُسخر الجن وقابضهم ، بسم القوي الأعظم ،تمتد يده فيمسك مايشاء ،تحضر إلينا بقوتك وقدرتك، عابرًا كل الحدود، متناسيًا كل الحواجز،قاضيًا على كل ما يُـعيقـُك ، حافظًا كل العهود ،حاميًا كل الديار ،مهلكًا بما تؤمر ،مطيعًا لكل الأوامر،احضر أيّها القوي ،احضر أيّها القوي ،احضر أيّها القوي ،احضر أيّها القوي ...... "

تظل تردد العبارة الأخيرة مع زيادة سرعة رش المياه على الطاولة حتى آخر قطرة ماء في الكوب ولا تتوقف عن ترديد عبارة : احضر أيّها القوي ....

وجّه فوهة الكوب إلى فمك وكرر العبارة الأخيرة ثلاثة عشر مرة

يُقلَب الكوب فوق البخور وفوهته إلى أسفل ، تبدأ الرؤية داخل الكوب تنعدم بسبب الدخان المتصاعد من البخور ، يغطَي الكوب بالمنديل

دع السكون يَعُــمّ المكان

ثبت عينيك على الكوب المُغطي بالمنديل وسط الظلال الناتجة عن الإضاءة الخافتة

انتظر وترقب

ما إن يتحرك الكوب قليلاً اعلم وقتها أن الجان قد حضر وأنه محبوس عن عالمنا داخل الكوب، حرره أنت
أرفع المنديل عن الكوب ،ستلاحظ هياج الدخان داخل الكوب ،أرفع الكوب ودع الدخان يختلط بهواء الغرفة ومعه يخرج جـِــنّــيك الخاص إلى هذا العالم ،خادِمـُــك "


توقف لحظات أمام الأسطر القليلة التي قرأها في الكتاب ، الكتاب الذي أقترضه من صديق طفولته الذي ظل ليلة كاملة يحدثه عن الجان وكيف أن طريقة استدعاءهم سهلة وسريعة ، في الوقت الذي تُعدّ فيه لنفسك كوب من الشاي يكون الجان قد حضر ،ظل طول الليل يحكى له عن تلك الليلة التي قضاها وهو يتحدث مع ذلك الجِنيّ الذي أحضره وطلب منه أشياء كثيرة لم يتأخر في تلبيتها ، قبل أن يفك أسره ويحرره ويتركه ينطلق ليعيش في عالمنا كما يشاء على وعد أنه سيأتيه كلما احتاجه.

- كل دي اشتغالات ياعمّنا ،تلاقيك كنت متقّــل بس في الشـُــرب الليلة دي.

هكذا سخر من كلام صديقه الذي أقسم بأغلظ الأيّمان أن كل ماحكاه صحيحًا

- ولو مش مصدقني جرب بنفسك.

اطلق ضحكة ساخرة : ياعم أنا مش فاضي للهبل ده وأرُشّ الطرابيزة عندي ميّة واقعد جنبها مستني لما تنبّــت ،ظلمك اللي دخلك مدارس والله.

- ههههه شكلك خايف يا بوب.

- أخاف من شوية كلام فارغ ؟!! أنا مُـثقف ومُـتعلم يبني مش جاهل زيك.
- يبقى جرب بنفسك واتأكد اذا كنت بكدب عليك ولا كلامي صح ،مش هتخسر حاجة ، لكن لو خايف بقى عادي قول ، احنا أكتر من أخوات مفيش بينا كسوف.

كان صديقه يلعب على ذلك الوتر الذي يعرف أنه ما إن يضغط عليه حتى يجعله يخوض تلك التجربة بنفسه ، زقد كان مُصيبًا

- طب هاته وهجربها النهاردة ، مش علشان حاجة ،علشان بس أثبتلك أنك أهبل وبتصدق أي حاجة وكل اللي شفته ده كان تهيؤات.
- هديهولك ، بس أنا مليش دعوة باللي ممكن يحصل ، أنت المسئول.

- ياعم أنت هتمثل ؟ هاته الكتاب انجز.


كان اسم الكتاب ( الطرق السحرية في تسخير القوى الخفية )

كتاب من الكتب العتيقة ،يظهر على ورقه آثار الزمن ،ذلك الورق الأصفر المُجعد من الأطراف وله رائحة غريبة مُنفرة لم تستطع أنفه أن تتحملها ،لهذا السبب لفّه صديقه في كيس بلاستيكي أسود.


لم يجد أنسب من هذا الوقت حيث كل من في البيت نيام وها قد انتصف الليل منذ أكثر من ساعة،
فلماذا لا يُجرب ليثبت لنفسه قبل صديقه أن كل تلك الخزعبلات ما هي إلا هراءات

أغلق الكتاب ونهض من على سريره

اتجه إلى المطبخ ليُحْضر الملح والملعقة والكوب الزجاجي الملئ بالماء الساخن نوعًا ما ، لايعلم أين تضع أمه الزعتر لكنه سيبحث عنه ،

عاد إلى غرفته ومعه كل ماهو مكتوب في الكتاب ،أغلق باب الغرفة على نفسه بالمفتاح ،أخرج من جيبة ورقة جريدة ملفوفة كان صديقه قد أعطاه إيّاها ،فتحها ليجد بيها أعواد خشبية فهم أنها ذلك البخور الهندي ،

أخفت إضاءة الغرفة

- الطاولة الدائرية !!!

تذكرها فخرج مسرعًا من الغرفة ، إلى تلك الطاولة الدائرية التي تتوسط صالة المنزل ، أفرغ ما عليها على الكنبة المُجاورة وحملها إلى غرفته

تأكد من غلق الباب مجددًا

ثم بدأت الليلة

وضع الطاولة في منتصف الغرفة ،اخرج ولاعته من علبة سجائره التي لا تفارقه ،أشعل البخور ووضعه في مركز الطاولة ، أصبح الماء الذي يملأ الكوب الزجاجي فاترًا ،وضع ملعقة الملح وملعقتين الزعتر ثم قلّبهما بالملعقة حتى تأكد من ذوبانهما ، أحضر المنديل القماش الخاص بجده والذي كان يحتفظ به لتذكيره بما مضى من أيام الطفولة ،أدخل المنديل داخل الكوب ثم أخرجه ووضعه جانباً ،بعد مرور نصف ساعة ،بدأ يختنق من دخان البخور الذي أغرق المكان مع تلك الإضاءة الخانقة بطبعها،

أمسك الكوب وبدأ برَشّ الماء على الطاولة بطريقة دائرية ،وضع الكتاب أمامه في منطقة مضيئة نسبيًا حتى يستطيع أن يرى العبارات المكتوبة ، وبدأ يُردد

" بإسم الله ملك سليمان وجنوده من الجن ، باسم سليمان مُسخر الجن وقابضهم ، بسم القوي الأعظم ،تمتد يده فيمسك مايشاء ،تحضر إلينا بقوتك وقدرتك، عابراً كل الحدود، متناسياً كل الحواجز ...... حتى وصل إلى آخر عبارة " احضر أيّها القوي "

ازداد اضطرابه وبدأ يزيد من سرعة رشّـه للماء وهو يكرر العبارة

احضر أيّها القوي ،احضر أيّها القوي ،احضر أيّها القوي ،حتى انتهى الماء من الكوب

ازداد احساسه بالاختناق ،قلَب الكوب فوق البخور فبدأ الدخان يثور داخل الكوب كأنه بركان حتى امتلأ الكوب وسكن الدخان وانعدمت الرؤية داخله، أمسك بالمنديل وغطى بهِ الكوب


لحظات من الصمت خيّـمت على الغرفة يقطعها على فترات متباعده كُحّة خفيفة تخرج منه إثر البخور القوي الذي لم تستطع شعيراته الهوائية أن تتحمله

صمْت

هدوء

ترقب

من المُفترض الآن أن يتحرك الكوب قليلاً دلالة على حضور ذلك الجنيّ وحبسه داخل الكوب ،كل ما عليه أن يرفع الكوب من فوق الطاولة ليسمح للجنيّ بالمرور إلى عالمنا

- إيه لعب العيال ده ؟!!

قالها حانقًا على انتظاره الطويل الذي دام أكثر من 10 دقائق بالرغم من أن صديقه أخبره أن العملية تنتهي في لمح البصر

انتظر خمس دقائق أخرى لم يحدث فيها شئ سوى تلك الكُحة التي ازدادت وذلك الصوت الذي بدأ يخرج من صدره يخبره بأنه لو انتظر خمس دقائق أخرى فربما يذهب هو إلى العالم السفلى قبل أن يحضر منه أحد.

فتح نافذة الغرفة ليستعيد تنفسه الطبيعي ويتنفس ذلك الهواء الرطب القادم من الخارج

- كنت عارف من الأول أن كل ده هبل ولعب عيال

كان حانقًا على نفسه أكثر حنقه على صديقه

لماذا قرر أن يخوض تجربة هو على يقين من فشلها ؟

ما فائدة تلك الكتب التي تملأ مكتبته والتي يُضيع أكثر وقته في قراءتها ،ما الفرق بينه وبين الآخرين من ضعاف العقول والنفوس ؟!!!

أرهقه سخطه وضيق تنفسه فألقى بنفسه فوق سريره الذي يقع أسفل النافذة المفتوحة

ظل يرمق السماء من خلال النافذة مفكرًا في لاشئ

سيضطر غدًا أن يتحمل الكثير من السُباب والشجار مع والدته عندما ترى تلك الفوضى التي تركها في الغرفة
فليكن ما يكون
المهم أنه مُتعب الآن ويحتاج إلى الراحة
ربما ينام خمسة عشر ساعة
ربما خمس وعشرون
ربما لا يستيقظ أبدًا

غلبه نُعاسه فأدار ظهره إلى الغرفة وغاب في سُباته العميــق

لم يلحظ وهو يُدير ظهره للغرفة ذلك الهياج الذي انتاب الدخان داخل الكوب

لم يلحظ تلك الحركة الخفيفة التي حدثت للكوب فوق الطاولة

لم يكن يعلم أن ما فعله 
لم يكن مجرد " لعب عيال "
 


أحمد الدسوقي
27/8/2012

الثلاثاء، 21 أغسطس 2012

أنا - ولا مؤاخــذة - صيــــدلي (2)



=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-


لو مكنتش قريت الجزء الأول أنصحك متقراهوش


=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-
أنا صيدلي
مش عارف ده من حسن حظي ولا من سوءه
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-

تختلف نظرة الإنسان العادي إلى الكائن الغير عادي ( اللي هو الصيدلي ) وإلى الصيدلية اللي هو قاعد فيها من شخص إلى آخر

في وجهة نظر بتقول : أن الصيدلي ده كائن ملوش لازمة دخل كلية ملهاش 30 لازمة برضه وأنه ولا مؤاخذة واقف ف الصيدلية زيه زي أي كرسي
ملوش أي رأي
كل وظيفته أنه يصرف الروشتة ومش من حقه يغير أو يقول أي كومنت على الدوا اللي مكتوب حتى لو كان كل دوا متعارض مع الدوا التاني
أنت مجرد(بقال) تجيب اللي يتقالك عليه وبس.والصيدلية دي مجرد سوبر ماركت ، زي ما بتبيع دوا ، بتبيع أي حاجة تانية لدرجة أنه ممكن يستغرب لو سألك على مسحوق غسيل وقلتله مفيش.

 وفي وجهة نظر أخرى بتقول : أن الصيدلي ده عبارة عن أطلس طبّي ماشي على الأرض،قاموس ( اسم النبي حارسه وصاينه ) حافظ كل الأدوية اللي نزلت واللي لسه منزلتش ، الذي كان منها والذي لم يكن ،، يكون عارف كل الأمراض وتشخيصها وأسباب حدوثها ومضاعفاتها وطرق الوقاية منها والعلاج بالإضافة إلى إجادته الكاملة للطهي والمسح وتربية الأطفال ؛ من الآخر كده الصيدلي ده بتاع كله.
النوع ده لو سألك عن أي حاجة أياً كانت بقى حتى لو مش تخصصك ، مش هقولك وطلعت مش عارفها ، لأ ، طلعت مش عارف كل حاجة عنها ،، هيفقد الثقة فيك ،هتبقى من وجهة نظره ولا مؤاخذة(حُمار) وعمره ما هيسألك على حاجة تاني ويمكن متشفش وشه تاني كمان.
وطبعاً لازم تسمع منه "أومال صيدلي إيه وبتاع إيه ؟! "
ميعرفش أن في كل يوم أكتر من 5 أدوية جداد بينزلوا السوق؛يعني الواحد لو قعد شهر مينزلش الصيدلية هيرجع يلاقي عدد الأدوية الجديدة أكتر من الأدوية القديمة نفسها.

مهنة الصيدلة
أو مجال الأدوية بصفة عامة فيه ميزة قوية جداً وعيب أقوى بكتـــــير
الميزة هي أن المجال ده واسه جداً وممكن يتسع لجميع المؤهلات
أما العيب
فهو أن فعلاً كل المؤهلات بقت بتشتغل فيه
ابتداءًا باللي معاه الابتدائية ( ويدوب بيقرأ حروف الانجليزي بالعافية ) لحد الأطباء البشرين اللي بقوا بيشتغلوا في مجال الدعاية وبيفتحوا صيدليات وشوية وهيطلعوا كارنيهات نقابة الصيدلة.

موقف حصل معايا شخصياً
وأنا واقف في صيدلية دخل عليا راجل كبير قالي:أنت صيدلي؟ قلتله :آه ، قالي: طيب
ممكن تقرالي الروشتة دي لو سمحت؟
قرتهاله ، وقلتله : أجيبلك الأدوية اللي فيها؟ قالي : لأ ؛ أنا عندي صيدلية وراكوا
!!!!!!!!!
طب إيه يا عمّنا ؟!!!
حكالي بقى قصته
أصل أنا عندي بنت خلصت كلية تجارة وقاعدة في البيت زهقانة فقلت أفتحلها
صيدلية تسلي نفسها بيها (على حد كلامه) وفي واحد دخلهم بالروشتة دي فمعرفوش
يقروها فقال يجي يستعين بينا.

مكنش الفيس بوك أيامها  بدأ بالانتشار الواسع ده فالبنت ياعين أمها كانت قاعدة في البيت والملل هيقتلها ، فالأب الحنون معجبوش الوضع وخاف البنت تقطع شرايينها من الملل ولا حاجة ففتحلها صيدلية تضيع وقتها فيها.
(هو أنا لو قلت كلمة وحشة دلوقتي هتقولوا عليا قليل الأدب ؟)
 كل واحد حر في إختيار مهنته وعمله وكل واحد ليه رزقه
لكن في حاجة اسمها التخصص
التخصص اللي بيخليني أقول لزبون داخلي يستشيرني في حاجة بيشتكي منها أنا معنديش معلومات كفاية عنها ومش هقدر أفتي فيها : لازم تروح لدكتور.
مع العلم أن الدكتور مفهّم المريض ومفهّم نفسه ومفهّم الناس كلها أنه أعلم واحد بالأدوية ( وهو في الحقيقة بيآخد معلوماته عن الأدوية من مناديب شركات الأدوية ، وكله على ادينا بعون الله ).

التخصص يا سادة ، التخصص
التخصص اللي ميخليش أي حد يشتغل في أي حاجة
وإيــه النتيجة؟
النتيجة أن القانون بيقول أن لازم يكون بين كل صيدلية والصيدلية اللي جنبها 100 متر ،، وبالفعل ، القانون بيطّبق بالظبط (وبتلاقي كل 100 متر صيدلية ) ، الصيدليات بقت أكتر من المرضى نفسهم ، غير الصيادلة بقى عندهم صيدليات أكتر من الصيادلة ، أنا أعرف صيادلة مش لاقين مكان يفتحوا فيه صيدلية ( وعندهم القدرات اللي تخليهم يقدروا يفتحوها بمجرد أنهم يلاقوا مكان مناسب ) ، وأعرف في نفس الوقت ناس مش صيادلة عندهم سلسلة صيدليات.
بس اللوم برضه بيقع على الصيادلة اللي بيبيعوا اسمهم لأي حد علشان يفتح صيدلية لمجرد أنه يآخد كام مليم كل أول شهر منه.

=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-

الصيدلي ده كائن اسفنجي غلبان
أول ما تشوفه تحس انه منفوخ كده وحجمه كبير ، ولو ضغط عليه هتلاقيه طري وضعيف ومكسور الجناح،
يفضل 5 سنين في الكلية يفحت في نفسه ويشمّ في أحماض ويشرب في كيماويات لما تطلع عينه وأول ما يتخرج بيبقى راسم لنفسه حياة حافلة بالصيدليات والزباين والأدوية والفلوس اللي بتجيله من كل ناحية،

تلاقي أهله : شايفينه خارج وداخل عليهم وهم متوقعين أن ابنهم ده البرستيج والـشياكة والأناقة كلها ومتصورين أن الواد بيمشي في الشارع الناس كلها بتعامله كأنه مَلِك وسُلطان زمانه ( والزمان اللي بعد زمانه ).

وتلاقي أصحابة : شايفينه الواد اللي قاعد في الصيدلية مش بيعمل حاجة طول اليوم غير أنه يبيع أدوية ويتفرج على ماتشات ويلعب بلاي ستيشن وآخر اليوم يقعد يعدّ في الفلوس.
أو لو شغال في الدعاية بقى ،، اوعى وشك يابن المحظوظة ،، قاعد في بيتك طول الشهر وآخر الشهر تروح تسحب الكام ألف جنيه بالفيزا من البنك وآخر كل سنة تسافرلك سفرية حلوة ، دا غير الفنادق بقى والمؤتمرات والعيشة المرتاحة يا معلّم ، وكله على حساب صاحب المَخِــل ( الشركة ).

وتلاقي حبيبته : شيفاه السوبر هيرو بتاعها اللي كل ما تتعب أو حد من أهلها أو صاحباتها يتعب ( حتى لو جاله داء السلطعون ) تجري على حبيب القلب تسأله أديله دوا إيه؟ وتفضل تتفشخر بيه وبجمال شكله وهو لابس البالطو الأبيض
( اللي هو أصلاً مبيلبسوش ).

وتلاقي الزباين : شايفينه حرامي كبير بيسرق فلوسهم وبيبذل أقصى جهده علشان يموتهم ويبوظ كل اللي الدكتور بيعمله ، ولولا أنهم مفتحين وصاحين والدكتور ( الله يكرمه ) بيحذرهم من ألاعيبه كان زمان الصيدلي ده ادّاهم أدوية بديلة تجيب أجلهم بمجرد أنهم يدفعوا الفلوس ويخرجوا من الصيدلة ، قبل حتى ما يلمسوا علبة الدوا.

وتلاقي الحكومة : شيفاهم جراد بينتشر بسرعة كبيرة فلازم يحاولوا يرشوا عليهم مبيدات علشان يقللوا الإنتشار الرهيب ده.


مش بقولكوا كائن اسفنجي غلبان !!


** وللحديث بقية **




أحمد الدسوقي
21/8/2012

الثلاثاء، 10 يوليو 2012

وجهــها



ماشياً هو وأولاد عمه على طول الطريق الذي تـَحُـفه الأراضي الزراعية ؛ يتبادلون أطراف الحديث ؛ حديث يليق بعمرهم الذي لم يتجاوز السادسة عشر ربيعاً ؛ لم يكن قد اجتمع بهم منذ عدة أشهر ؛ أصبحت زيارته لقريته التي ترجع أصوله إليها مجرد واجب روتيني يفعله مرتين في العام لتهنئة أقاربه بالعيد تفادياً لتوبيخات والده والاتهامات التي تنهال عليه بقلة أصله وعدم ولائه لأهله لمجرد أن ذهابهِ إلى قريته لم يعد محبباً إليه.
يذكر أنه عندما كان يحمل الثمانية أعوام من عمره كان على استعداد أن يقضي شهراً كاملاً وسط كل هذه الأراضي الزراعيه والفلاحين من أهله دون الاحساس بأي ملل بل على العكس ستكون من أفضل الاشهر التي يقضيها.
تـُرى هل تغيرت شخصيته فبات ينظر إلى القرية بشكل مختلف؟
أم أنه كبر وتغيرت اهتماماته فلم يعد مجرد لعب الكرة وركوب الدراجة طوال النهار وذهابه إلى الأراضي الزراعية لقطع كيزان الذرة وشويها على بقايا الحطب هو مبتغاه؟
أم أن تمَدُّن قريته ومحاولة أهلها الوصول بها إلى مستوى المدينة أفقدها رونقها الذي جذبه يوماً من الأيام؟

مازال يذكر حُـبَه الطفولي لقريته
مازال يذكر تلك الليلة وهم يتسكعون بعد منتصف الليل بساعة ، كانوا ثلاثة هو رابعهم ،  يستمع لحديث ابن عمه (المِخَلّص) الذي يحكي بكل حماس عن فتاته التي يعجبه لباس المرحلة المتوسطة عليها أكثر من المرحلة الابتدائية،
يذكر جيداً ذلك الظلام الذي حاك الطريق الذي خلا من أي وسيلة إنارة الا من عمود اضاءة عمومي حاول جاهداً بث الأمان في قلوب المارة في هذا الوقت المتأخر من الليل لكنه بالتأكيد فشل،

يذكر جيدا أنه كان أول من رآها
وسط الظلام
تبين بصعوبة جلستها على الأرض وهي تـثـني رجليها وتدفن رأسها بين ركبتيها
توقف فجأة مما جعل الآخرون يلّحظونها
ابتعد ثلاثتهم
لم يكن أشجعهم ، لكن خوفه من أن تكون في حاجة إلى مساعدة جعله يتركهم يبتعدون ويقترب هو منها،
على ضوء العمود الخافت رأى بعض تفاصيلها
فتاة في الثامنة عشر من عُمرها وربما أوائل العشرينات،
رآها بعد ذلك في طفلة فيلم "The Ring" بنفس الشعر الأسود الطويل الذي تغرقه المياه ، بنفس الرداء الأبيض البالي الذي يكشف عن ذراعيها (وقد كان وجود فتاة بذراع وشعر مكشوفين في هذا الوقت من الليل يعد جريمة في أي قرية تحترم نفسها)
اقترب منا بحذر وسط تحذيرات من معه
اقترب أكثر
بصوت عالي سألها : فيكي حاجة؟!!
لم تجبه ، ولم تهتز لها شعره حتى أنه ظن انها لم تسمعه
تقدم خطوة أخرى نحوها
عندما اقترب منها لاحظ ذراعها الذي تملأه الندوب والذي تلون بلون أبيض يميل إلى الزُرّقة كجسد سُرقت منه آخر قطرة دم كانت فيه.
حاول رؤية وجهها لكنها كانت تدفنه بين ركبتيها،
سمع منها صوت أنين لم يـتـبـيـنه
أم أنه صوت بكاء مكتوم؟!
أخفض صوته وسألها : انتي كويسة ؟
لم يكن يتوقع اجابة،
ولم ينتظرها حتى تجيب،
بدأ يتراجع ببطء إلى الخلف وسط توسلات من معه واجزامهم أنها (عفريته) ،
ظل يتراجع  ووجهه إليها ، فلم يكن ليعطي هذا الشئ ظهره وهو مازال يصدر هذا الصوت الأقرب مايكون إلى استغاثة غريق من أعماق البحر،
لوهلة جاسَ في خاطرة ماذا لو رفعت رأسها الآن ونظرت إليه؟ بعد ما رآه لم يكن يعتقد أن وجهها هو ذلك الوجه الذي تتمنى أن تراه فيهذا الوقت بالذات ، عندما لاح هذا الهاجس في خاطره اسرع خطواته ليبتعد عنها ، حاول اخفاء تلك الرعشة التي اعترته وهو يتراجع بظهره عندما قبض على ذراعه أحدهم  قائلاً : يلا ياعم نمشي من المكان ده.
أسلم ذراعه لقبضة ابن عمه وسار معهم.

لا يعلم لماذا تذكر هذا الموقف الآن
لكنه كلما تذكر شكل تلك الفتاة وجلستها والصوت الذي كان يصدر منها سأل نفسه
ماذا لو كانت رفعت وجهها ونظرت إليه ،، تـُــرَى

 ماذا كان سيرى ؟!!!




أحمد الدسوقي
10/7/2012

الاثنين، 25 يونيو 2012

رسالة إلى الوالـــي


قبل أي كلمة ، تحية لكل واحد بذل نقطة عرق في سبيل وطنه ، تحية عميقة جداً - لن توفي حق - لكل من بذل نقطة دم في سبيل وطنه.
لن أخفي فرحتي اليوم ( بسقوط شفيق وليس نجاح مرسي )
ولن أخفي خوفي وعدم اتفاقي مع الأخوان،
ناس كتير جداً حالهم كحالي، مش مقتنع بالأخوان ، لكن كـُرهي لشفيق وخوفي من عودة النظام القديم طغى على عدم اقتناعي بالأخوان.
مش هنكر أني زعلت جداً الفترة اللي فاتت لأن مرسي جه وقت وبقى بيمثل تيار الثورة والثورين والمدافع عن الثورة ، زعلت لأن جه وقت وهو كان رمز الثورة ، هتنتخب الثورة ( محمد مرسي ) ولا النظام القديم ( أحمد شفيق ) ؟
مش هنكر أن فرحتي بسقوط شفيق أفسدتها نجاح مرسي ( أو بمعنى أدق تَخَوفي من مستقبل البلد مع مرسي )
لكن برغم كل ده ...
عمري ما هنسى مُعدل ضربات قلبي اللي اضطرب رُعباً أول ما حسيت في لحظة من سياق الكلام - اثناء الخطاب الطويل المُمل بتاع لجنة الانتخابات - أن شفيق هو اللي كسب ،
عمري ما هنسى القشعريرة المصحوبة بالفرحة اللي حسيت بيها أول ما أعلنوا فوز الدكتور محمد مرسي.
مع أني كنت متصور اني هتقبل النتيجة ببرود جداً كعادتي.

ننسى بقى كل الكلام اللي فات ده
خلاص كده ، كفاية ...
محدش يتكلم عن موقف الاخوان من الثورة قبل 25 يناير ،
محدش يتكلم عن موقف قيادات الاخوان أثناء الثورة،
محدش يتكلم عن مواقفهم في مجلس الشعب،
محدش يقعد يجيب كلامهم وفيديوهات ليهم قبل كده ويقعد يشكك فيهم،
انسوا الانتخابات محدش يتكلم فيها،
محدش يسأل التاني أنت انتخبت مين أيام الانتخابات ولا انت كنت عايز مين يكسب،ولو مكنش انتخب شفيق يخونه ويقوله يا فلول،
خلاص الانتخابات خلصت وفي مُـرشح كسب ، نقف جنبه لحد ما  تبان لينا نواياه،
صفحة جديدة اتفتحت في تاريخ مصر،
لازم كلنا نقف جنب بعض وجنب رئيسنا الجديد لحد مالبلد ترجع تقف تاني ( قال يعني كانت واقفة أولاني - عـَـدّوهالي دي )

مش هتكلم عن الخطاب بتاع محمد مرسي النهاردة لأن الكلام سهل ،المهم الفعل ، لكن نتوسم في الراجل خير لأن المنصب ده مسئولية كبيرة مش أي حد بيكون أدها.

لأول مرة منذ بداية الثورة هنحاول نتفائل.

كلمة بس أحب أوجهها للأخوان عامة :
" ياريت بس متنسوش الناس اللي تعبت ونزلت من بيوتها وكافحت واتنبح صوتها واتسحلت واتعرت واتكسر عضمها علشان انتوا تخرجوا من سجونكوا وتوصلوا للنقطة اللي احنا فيها دلوقتي ،، النقطة اللي كانت بالنسبة ليكوا من سنتين بالظبط حلم تخافوا تحلموه أحسن أمن الدولة يطبّــوا عليكوا يخدوكوا من سرايركوا وانتوا نايمين ،، متنسوش أن الناس دي هي اللي نجّحتكوا في الإعادة ، كتلتكوا التصويتية كأخوان لوحدها عمرها ما كانت تنجح محمد مرسي ،، متنسوش الناس دي لأن الناس دي ليها فضل كبير عليكوا بعد ربنا ، بس كده "

وبالنسبة للدكتور محمد مرسي أحب أقوله :
" اتق الله فينا وانت هتلاقينا جنبك وبنساندك على طول ،، الغير اخواني قبل الأخواني ،، أنا متوسم فيك خير إن شاء الله، عايزك رئيس يتقي ربنا فينا ، يعمل بالقرآن اللي هو حافظه ،، وطول منتا بتصلح البلد وبتنصر المظلوم على الظالم احنا معاك ،، هتحاول تضيع حقنا وتعمل زي اللي قبلك أكيد مش هتكون أغلى عندنا من اللي قعد معانا 30 سنة وكان عِـشرة وكان بينا طوابير عيش وأنابيب وقطورات وعبارات وأمراض وأوبئة ، ومهما  بلغ جبروتك وانتشرت أنت وحزبك وتوغلت داخل البلد عمرك ما هتوصل لجزء بسيط من توغل وجبروت النظام السابق الموجود على مدة 30 عام والذي خلعناه في 18 يوم - هذا ليس تهديد ولكنه للتذكرة - "

ياريت كل الشعب بقى يقف جنب بعضه لمرة واحدة في حياته ويبقى إيد في إيد ويساند رئيسه حتى لو هو شايفه مش مناسب، هو خلاص بقى أمر واقع مفروض عليك حتى لو أنت مش متقبله،
أقف جنبه لحد ما تلاقي منه التصرفات اللي تجبرك تبعد عنه،
متبعدش أنت عنه من أولها كده ،، اديله فرصة ، على الأقل علشان يبقى عندك مبررات وهو ميبقاش عنده حجة.
أكيد كلنا نفسنا بلدنا تبقى أحسن بلد ولما اخترنا مُرشح معين اخترناه لأننا كنا نتوسم فيه أنه يقدر يقوم بالمهمة دي ، فكل اللي يهمنا مصلحة البلد أياً كان الرئيس الموجود ،  نقف جنبه علشان مُرادنا كلنا يتحقق.
ياريت منستعجلش عليه وعلى تقييم أداءه لأن كلنا متفقين أن البلد فعلاً خربانة وحالها صعب جداً ومحتاج وقت علشان يتصلح،
ياريت محدش يقعد يشكك فيه من أولها ويمسكله على الواحدة ويطلعله في واجبات المفروض يعملها ، والمفروض الرئيس أول قرار يطلعه يبقى كذا وكذا ، هو معملش ده ليه ؟ فين يا عم الناس اللي في السجون ؟ فين ياعم المعتقلين ؟ فين حق الشهدا ؟ فين المحاكمات ؟ فين وفين وفين ؟!
كل ده لازم يحصل وواجب عليه أنه يعمله ، بس بلاش نقف ليه على الواحدة ونستعجل عليه ، زي ما قلت ،، نديله فرصة ، أكيد مش هيخرب البلد لأن البلد خلاص خربانة ومفيهاش حاجة تانية تتخرب.
واحنا إيد في إيد لحد ما نرفع بلدنا إن شاء الله
ونسيبنا بقى من التعصب ده ونفكر شوية في مستقبل البلد،.


ملحوظة : موقف يُحسب لأحمد شفيق النهاردة 
في مداخلة هاتفية مع عماد أديب على قناة الـسي بي سي
الراجل اتكلم بكل أدب وبارك لمحمد مرسي ولم يشكك في لجنة الانتخابات العليا أو يقول كلمة سيئة ،، مهما اختلفنا معاه هذه نقطة تُـحسب له .

    ندعوا الله بالخير لمصر وللمصريين ولكل الدول العربية والإسلامية




أحمد الدسوقي
24/6/2012

الأحد، 24 يونيو 2012

ذكرى شعب



في جُملة كان قالها المُخرج الشاب عمرو سلامة  قبل كده
كانت بتقول:
" مرة بعد مباراة الأهلي والزمالك ولما فاز الأهلي ( كالعادة ) جماهير الزمالك كانت هتموت بحسرتها ، في الليلة دي قابلت لعيبة الزمالك وكانوا بيضحكوا ويهزروا ومحدش فيهم زعلان،
من يومها وأنا بطلت آخد أي حاجة على صدري "


مش عارف افتكرت الكلام ده وأنا شايف المشهدين النهادرة
واحد في التحرير وواحد في مدينة نصر قدام المنصّة


ياترى فين شفيق ومرسي دلوقتي ؟
ياترى كل واحد فيهم مرعوب وخايف وزعلان ومهموم أنه ممكن يخسر وميقدرش يخدم بلده ولا عاملين زي لعيبة الزمالك بعد الماتش ؟


ممكن نقول الأخوان خايفين شفيق يكسب علشان ميرجعهومش السجون تاني - والحمدلله الأخوان الفترة اللي فاتت سابوا ذكرى زي الهباب عند الناس لدرجة أن لو شفيق كسب ورماهم في السجون الناس هتفرح فيهم ومحدش هيدافع عنهم.


وممكن نقول شفيق خايف الأخوان يكسبوا علشان هو من مصلحته أن النظام القديم يرجع أو أي سبب آخر ولو الأخوان كسبوا ممكن يحاكموه هو كمان وتبقى أيامه أسود من لون الجزمة اللي اتحدف بيها.


بس خلينا متأكدين أن كل واحد من الطرفين مأمّن نفسه كويس جداً في حالة خسارته


وفي كل الأحوال المجلس العسكري كل ما البلد تبوظ والحال يتدهور بيبقى الموضوع في مصلحته
أهو على الأقل هيلاقي مبررات لوجوده وهيمنته على الحُكم لحد دلوقتي


الشعب هو الوحيد اللي متضرر في كل الأحوال
انقسام وتشتت وصراعات 
أنا شفت بعين واحدة بتقول ( لأخوها ) : أنا عمري ما هسامحك لو الأخوان مسكوا البلد
مع انه مش أخوان ، بس لمجرد أنه انتخب محمد مرسي في الإعادة


اللي في التحرير واللي عند المنصّة الأتنين بيحبوا البلد ونفسهم بلدهم تبقى أحسن بلد ( مش كلهم يعني )
لكن كل واحد بيفكر بطريقة مختلفة وليه وجهة نظر مختلفة
بغض النظر عن بعض المخربين وأصحاب المطامع الشخصية سواء هنا أو هنا


المشكلة أن الناس بقت بتُوَجـّـه بطريقة غريبة جداً


كل تجمع من الأتنين دول بيخـَـوّن التاني وشايفه بلطجي ومش عايز مصلحة البلد
وعنده استعداد يشتبك معاه ويفرمه وممكن يموت في سبيل أنه يموت الناس دي
وهيعتبر نفسه شهيد لأنه كان بيدافع عن وطنه ضد الخونة والعُملاء والمأجورين


عارف أن مش كل اللي في التحرير معتصمين تحسباً لنتيجة الانتخابات
جزء كبير منهم معتصم رفضاً للإعلان الدستوري المُكمل اللي المجلس العسكري اتحفنا بيه من كام يوم
بس خلينا واقعين ونعترف أن اللي مدي هيبة للميدان والعدد دا كله هم الأخوان،
السؤال اللي بيطرح نفسه دلوقتي
لو النتيجة طلعت ومرسي كسب ،، هل الأخوان هيفضلوا معتصمين في الميدان لحد مالإعلان الدستوري المكمل ده يسقط ولا هيقولوا خلاص كده احنا انتصرنا وهنشوف موضوع الإعلان الدستوري ده متقلقوش ؟
!!!
هسيبلك الإجابة


وفي نفس الوقت مش فاهم اللي معتصمين قدام المنصة دول عايزين ايه ؟
مليونية ايه دي يعني؟
إيه المطالب؟
معترضين على اعتصام التحرير ؟


يعني أنا اعترض على اعتصام بإعتصام ؟
دا بأي منطق؟
وبرضه جزء منهم واخد مقابل علشان يعمل حاجة هو مش مقتنع بيها 
وجزء كبير تاني بيدفع فلوسه علشان يهمه أن البلد تفضل خربانة أو النظام القديم يرجع تاني علشان مصالحه ترجع تمشي تاني.


لسه من ساعات قليلة جدا صديق ليا على فيس بوك مسحني من عنده بعد ما شتمني طبعا،
ومسحني لأني دافعت عن الناس اللي في التحرير بعد ما وصفهم بأنهم هم لقطاء مصر وتقمص دور القذافي وقعد يقول : من أنتم يا خرفان ، لو كنتوا نزلتوا مليون فعند المنصة 2 مليون يا بهايم وتحية إلى المعتصمين عند المنصة.
( دا كلامه )


الراجل ده بيحب مصر ، المفروض يعني
وعلى حد كلامه هو كان من الناس اللي نزلت التحرير في يناير 2011


بس شوفوا وصلنا لفين ؟
المجلس العسكري مجلس معلمين بحق وحقيقي


بيلعب لعبتين معانا من أول الثورة وبيلعبهم صح جداً 
وغباءنا بيساعدهم لأننا مبنتعلمش أبداً


أول لعبة : فرق تسد
وهو ده حالنا دلوقتي


تاني لعبة: لو حصلت مصيبة أو عملت حاجة والشعب بدأ يعملك دوشة عليها اخترعله أي حاجة تانية تشغله
اشغله عن أي مصيبة بمصيبة تانية يفكر فيها وينسى المصيبة الأولى ،
ولما ينسى الأولى ويبدأ يتكلم عن التانية هاتله واحدة تالتة تشغله عن التانية ،
وهكذا.


خُــلاصة الكلام لأني مش عارف أنا بكتب الكلام ده ليه ، أنا قلت أفضفض وخلاص


المفروض أن النتيجة النهائية النهاردة
الأحد 24/06/2012
دا لو متأجلتش كمان كام اسبوع كده


النهاردة هيبقى يوم فاصل،
ممكن يكون يوم أبيض في تاريخ مصر والثورة والشعب
وممكن يكون يوم ربنا وحده اللي يعلم بيه
( ولا أقصد النتيجة ، بل أقصد ما بعد النتيجة )
مش هقول أني متفائل ولا متشائم ،، لأني مبقتش حاسس بحاجة


بس ياريت نفكر شوية ونتفق مرة على حاجة كلنا وكل واحد يجنّــب مصالحه الشخصية بعيد شوية ونقف ضد كل واحد مش عايز البلد دي تقوم  تاني،
وصدقوني
لو البلد دي حالها بقى أحسن كلنا هنستفيد


لكن بالطريقة دي
كمان كام سنة 
هنبقى ذكري شعب









أحمد الدسوقي
24/6/2012



الخميس، 21 يونيو 2012

لا تخافِ




لا تخافِ  مادُمتِ معي
فقد خُلقتِ من بين أضلُعي


لا تهابِ شيئاً فأنا حاويكِ
من كل شرور الكون اُواريكِ


وإن أحسستي بالبرد يوماً
نزعت عني لباسي لأغـطيكِ


وإن يوماً أحسستِ بالظمأ
سكبت لكِ من دمي لأسقيكِ


وإن  يوماً أردتِ الحياة
نزعتُ مني روحي فأعطيكِ


فلا تخافِ شيئاً
مادمتُ أنا ،، بعدَ الله حاميكِ






أحمد الدسوقي
21/06/20012

الأربعاء، 20 يونيو 2012

الناس مبقاش عندها أخلاق




من أعظم مفاسد نظام مبارك طوال الــ30عام الماضية ليست نهب الأموال ولا تفقير الشعب مادياً(أو بمعنى أدقّ)إفلاسه مادياً 
المَفسد العظيم الذي تركـه لنا نظام مبارك هو الإفلاس الأخلاقي.

احنا شعب فقير أخلاقياً،متزعلوش مني بس احنا فعلاً شعب فسدت أخلاقه

حتى في معاملاتنا،مبقاش حد طايق كلمة من حد 
الواحد بينزل من بيته مستني أي حد يكلمه علشان يوريله مهارات لسانه في اطلاق السباب بكل أنواعه
بقى من الطبيعي أنك تبقى ماشي في الشارع وودانك تلقط كل كلمة قبيحة وُجدت على كوكب الأرض.
بقى من الطبيعي أن البنت وهي نازلة من بيتها تبقى عارفة أنها هتسمع من الكلام ما يعجز إبليس عن قوله.
بقى من الطبيعي أن الناس كلها تبقى بتتفرج عليها وهي بتتعاكس ومحدش يتحرك من مكانه.
بقى من الطبيعي أنك متستحملش جارك لو بيجدد شقته وعاملك صداع طول اليوم.
بقى من الطبيعي متستحملش واحد سايق عربيته جنبك ولسه سواقته على أدّه(مع العلم أنك في يوم من الأيام كنت أنـيَـل منه في السواقة) .

الكلام اللي كنا بنسمعه زمان عن احترام الصغير للكبير وعطف الكبير على الصغير مبقاش موجود(دا الواحد مبقاش بيحترم أبوه دلوقتي هيحترم الناس اللي برة!!) .
وفي نفس الوقت بقى كل أب فاكر أن هو بس اللي عارف مصلحة ابنه، وعلى يقين تام أن ابنه من أول ما اتولد وهو بيحاول جاهداً أنه يفشل في حياته وأن وظيفة الأب انه يمنع ابنه من محاولاته دي،فبقى هو الوحيد القادر على تحديد مصيره الصحيح،يقوله يدخل كلية ايه وينام امتى ويصحى امتى ويشتغل ايه ويتجوز مين ويصاحب مين وميصاحبش مين،وكل شوية يفكره ببر الوالدين،مسمعش مرة عن بر الأبناء؟ميعرفش أن زي ما أنت ليك حق على ولادك ولادك هم كمان ليهم حق عليك!




مبقتش تفرق بين كبير وصغير
كام مرة شُفت شاب راكب عربيته وبيعدي من قدامه راجل  كبير في السن أو ست عجوزة والشاب مش قادر يصبر لحد ما يعدّوا بحركتهم البطيئة ونازل كلكسات وكلام ملوش لازمة وتريقة.
والراجل العجوز نفسه وهو معدّي تلاقيه بيشتم في الشاب ده وتسمع منه كلام عن قلة الذوق وعدم الإحترام وممكن يحاول يبطئ في مشيته لمجرد أنه يستفز الشاب.


اسأل نفسك امتى آخر مرة شفت شاب بيعدي راجل كبير  في السن الشارع؟
امتى آخر مرة شفت شاب بيساعد واحدة في سن والدته وهي شايلة حاجات ومش قادرة تمشي بيها في الشارع ؟ 
لو الإجابة كانت قريب يبقى أنت من الناس المحظوظة اللي اتكعبلت في الــ1 % النضيف من الشعب.


الرشوة بقت شئ طبيعي جداً بينا وبقت أقرب ما يكون أنها تبقى من ضمن رسوم تخليص أي أوراق أو مصالح
ومبقاش اسمها رشوة، بقى ليها 100 اسم تاني(قال يعني كده بقت حلال) .


الغش والكدب بقت من شئ اساسي في حياة كل واحد
التاجر عنده استعداد يحلف علشان يكسب في بضاعته نص جنيه
اللي بيكدب على مراته وبيخونها كل ساعة بيعتبروه فِـتْـك.
حتى الأذكياء مننا بقوا بيستغلوا ذكاءهم في النصب والسرقة.
لو أنت شايف أن كلامي ده غلط فدي تبقى مصيبة كبيرة لأن الحاجات دي بتحصل فعلاً كل يوم قدام عنيك،وكونك مبقتش بتلاحظها فده معناه انه وبقى شئ طبيعي بالنسبة ليك أنك تشوفها وبالتالي عمرك ما هتلاحظها وهتضايق لما تحصل.

بل بالعكس
لو أنت نازل من بيتك الصبح لقيت اتنين بيتخانقوا مع بعض(ممكن تكون على ركنة عربية،أو واحد خبط في كتف واحد وهو ماشي من غير ما يآخد باله)
وقاعدين يتخانقوا ويشتموا بعض بألفاظ سيئة جداً
لو كنت ماشي مع واحد صاحبك بتتكلم معاه ممكن متآخدش بالك من الخناقة دي أو ممكن تبص كده عليهم وهم بيتخانقوا وتسكت لحظة وبعدها تكمل كلام مع صاحبك.

طيب لو أنت نازل من البيت الصبح برضه وماشي بتتكلم مع صاحبك لقيت شاب بيعدّي راجل عجوز الشارع،أو شاب بيعاكس بنت فشاب تاني راح اتخانق معاه 
لو لقيت شاب نازل من عربيته وماسك كيس في إيده ومشى بيه لحد أي صندوق زبالة ورمى الكيس في الصندوق ورجع ركب عربيته ومشي تاني،
هل هتعدي أي موقف من المواقف اللي فاتت من غير ما تعلق عليها ولو بكلمة لصاحبك؟ 
الواد ده جدع  أوي 
الواد ده محترم جداً
وهيبقى كلامك فيه نبرة استعجاب وإعجاب
صح؟!!
بقينا بنستغرب لو شفنا المواقف دي قدامنا ومبقاش يلفت نظرنا مشهد الخناقة لأنه بقى بيحصل قدامنا كل يوم


مع أن المفروض العكس اللي يحصل

هي دي مصيبتنا
العادات والقيم الحميدة بقينا بنستغرب لو حصلت قدامنا والعادات السيئة اعتدناها لدرجة اننا مبقناش بنآخد بالنا منها.

قليل جداً اللي بقى بيراعي ربنا في شغله وبيته وزوجته وأولاده.


احنا معشناش 30 سنة فقر وجوع بس
احنا متسرقتش مننا فلوسنا ولا صحتنا بس
احنا اتسرق مننا أهم حاجة فينا
أخلاقنا وشهامتنا وجدعنتنا وكل حاجة حلوة فينا


الجوع والفقر والغلاء وكترة الإحتياجات خلت المواطن مخنوق وملوش نفس يضحك

الراجل يتخانق في البيت وينزل يبقى مش طايق  حد ولا طايق نفسه ومستني أي كلمة من حد علشان يطلّع خنقته فيه.
كل واحد بقى عايش حاسس أنه مظلوم ومتعلّم عليه من الرؤوس الكبيرة
فمش هيخلي الرؤوس الصغيرة هي كمان تعلّم عليه
(هو ميعرفش أن الرؤوس الصغيرة دي أغلب منه وعندها برضه من الهم زي اللي عنده ويمكن أكتر) 


الناس دي خلتنا نكره بعض
وصلتنا لدرجة خلت كل واحد يفكر أن التاني عالة عليه
بيآكل أكله وبيلبس لبسه،حتى لو مكنش حد بيطلب منه حاجة.
كنت قاعد في يوم من الأيام مع واحد في الخمسينات من عمره والكلام تطرق لموضوع مرسي وشفيق وأن شفيق لو مسك البلد هتولع والمظاهرات هتقوم تاني،الراجل قال بالحرف الواحد كده: يلا،أحسن خلي البلد تولع يمكن يموتلنا مليون واحد ولا حاجة والبلد تروق شوية
قلتله : أنت بتقول إيه يا عم أنت ؟!! حرام عليك،وبعدين احنا داخلين على الـ 90 مليون،المليون ده هو اللي هيحسن دخلك ويفرق معاك؟! قالي: آه والله يا دكتور،يسلام لو يموت من مصر10مليون واحد مثلاً  ونبقى 80 مليون،البلد تروق كده والحال يتعدل شوية،دا سنة ونص أهو وثورة قامت وممتش مننا غير يجي 750 واحد بس  
(محدش يشتم الراجل ده ولا يلومه،لوموا اللي وصّـلُه للحالة دي والدرجة دي من انحطاط التفكير)




تيجي تقول لحد الكلام ده يقولك آه والله عندك حق(الناس مبقاش عندها أخلاق )
وتيجي تتفرج عليه وعلى أخلاقه تشوف العجب


مش هو لوحده
كلنا
كل واحد فينا شايف غيره معندوش أخلاق ولو حَسّـن أخلاقه شوية البلد هيتصلح حالها،كل واحد عايز التاني يحسن أخلاقه ومحدش بيفكر يبدأ بنفسه


أنت نَـفسك وأنت بتقرأ الكلام ده 
هتقول نفس الكلمة
الناس مبقاش عندها أخلاق 


الناس دي لو كانت خدت فلوسنا بس كنا ممكن نآخدها منهم تاني ونسامحهم


لكن الناس دي خدت مننا حاجة متتقدرش بتمن


أخلاقنا وقيمنا وكل حاجة حلوة فينا




أحمد الدسوقي
20/6/2012