جـميع المواد المنشورة في هذه المدونة تـخـضع لقوانين حـماية حـقوق الملكية الفكرية وأي نـقـل أو إقتباس دون ذِكـر المصدر قـد يُعرضـُـك للمسائلة القانونية - ما أكتـُـبه في هـذه المدونة قـد لا يعـني لك شيئاً ،، لكنهُ بالتأكـيد يعني لـيّ الكثــير ...................ء

الأربعاء، 17 أبريل 2013

اشتياق


يومًا من الأيام كان طفلاً
يُصلي ويدعو ربه
أن يكبر ويصبح رجلاً
كي لا يحاسبه أحد على تصرفاته
ولكنه الآن يشتاق لتلك الطفولة
ومازال يُصلي ويدعو ربه
لكن ليُعيده إلى تلك الأيام
حتى ولو حاسبه والده على كل ذرة هواء تدخل إلى صدره
*******
عندما يغزوك حنينك إلى الماضي بكل ما فيه؛ من حلوه ومره؛ من ضحكاته وبكاءه؛ من جده وهزله،
عندما تشتاق إلى صوت إذاعة القرآن الكريم وأنت تتناول فطورك وترتدي ثياب المدرسة ذات اللون البني، رائحة الصباح وتلك القشعريرة التي تنتابك عند أول نسمة هواء تستقبلها،
عندما تشتاق إلى فرحتك وأنت عائد في آخر يوم من أيام الأسبوع الدراسية لمجرد أن غدًا عطلة رسمية، تلك الفرحة الطفولية التي لن تستطيع أن تستحضرها الآن ولو حصلت على شهر كامل أجازة من عملك،
عندما تشتاق لسباقك مع أصدقاءك بالدراجات، عندما تشتاق إلى صوت أمك وهي تطلب منك الكَــف عن اللعب والصعود إلى المنزل لأن الوقت قد تأخر،
عندما تشتاق لتلك الجروح التي تملأ ركبتيك وما إن تلبث أن تلتئم حتى تجددها بسقوط من فوق الدراجة تارة وخلال مباراة لكرة قدم في الشارع تارةً أخرى،
عندما تشتاق لجلوسك في حجرتك خائفا تنتظر مصيرك المجهول عندما يعود والدك مفكرًا في كيفية العقاب الذي سينزل بك لأنك كسرت  زجاج نافذتك، عندما تشتاق إلى العقاب نفسه،
*******
اشتاق لأيام الصبا
اشتاق إلى اللعب بالحصى
اشتاق عند خطأي
لضرب أبي بالعصا
*******
عندما تشتاق لحارس العقار المجاور لبيتك والذي انتهكه الزمن كما انتهك العقار الذي يحرسه، وتسلل الشيب من بين أصابعه إلى عصاه فلم تعد تقوى على حمله وتجبره على الجلوس طيلة الوقت،
عندما تشتاق لأول يوم في جامعتك، عندما تشتاق لأول حب في حياتك، عندما تشتاق لأصدقاء طفولتك،
عندما تشتاق إلى ماضيك بكل ما فيه،
*******
اشتاق لأيام المراهقة
وصور المشاهير المعلقة
على جدران غرفتي
اشتاق لبنت الجيران المتأنقة
*******
حنين إلى الماضي يطاردك كل حين، وفي بعض الأحيان تذهب إليه أنت بكامل إرادتك، ربما لأنك لم تعد تجد تلك اللذة في حاضرك، ربما لأنك أصبحت تمتليء بالأحزان والهموم فلم تعد البسمة تجد طريقها إليك، ربما لأنك لم تعد بتلك السذاجة التي تجعلك تفرح لأهّـوَن الأسباب، ربما لم يعد من حولك كما كانوا، ربما لم تعد أنت كما كنت، لم تعد بذلك النقاء، قد ملأتك الشوائب، ربما تجد في حنينك إلى ماضيك واسترجاعك لذكرياتك مايُهـَــوّن عليك حاضرك، ويطهرك من تلك الشوائب.
*******
أشتاق وما عاد يُجدي اشتياقي
فقد رحلت تلك الأيام
ورحل معها رفاقي
لكنّ ذكراها ستظل بداخلي
حتى تقرر الدنيا فِـراقي



أحمدالدسوقي
09/03/2013