" طريقة تحضير الجـنّ الرابعة عشر الخاصة بالمنازل والبيوت وكل ما يسكنه إنسان أو حيوان أليف
(قبل قراءة الأسطر القادمة يجب أن تعلم أنك من سيتحمل مسئولية ما ستفعله ، ليس أحدٌ سواك)
الأدوات المطلوبة : كوب زجاجي - ملعقة كبيرة - بخور شاه مغربي - مسحوق عظام مطحونة - ملح - ماء فاتر - طاولة دائرية - منديل قماش
الطريقة : يجب أن يكون الوقت قد تجاوز منتصف الليل ، أخفت إضاءة الغرفة ، املأ الكوب بالماء الفاتر وضع عليه ملعقتين من مسحوق العظام وملعقة ملح ،اغمس المنديل داخل الكوب ثم أخرجه، اترك الكوب نصف ساعة بعيدًا عن الإضاءة ، أشعل البخور وثبته في منتصف الطاولة ،بعد مرور النصف ساعة ابدأ بـ رش الماء على أطراف الطاولة في حركات دائرية مقترباً من مركز الطاولة ببطء شديد
ردد وأنت ترش الماء هذه العبارات ( ملحوظة : لا تقرأ هذه العبارات أو ترددها بصوت عالي إلا وأنت في حالة التحضير فقط )
ابدأ بالترديد :
" بإسم الله ملك سليمان وجنوده من الجن ، بإسم سليمان مُسخر الجن وقابضهم ، بسم القوي الأعظم ،تمتد يده فيمسك مايشاء ،تحضر إلينا بقوتك وقدرتك، عابرًا كل الحدود، متناسيًا كل الحواجز،قاضيًا على كل ما يُـعيقـُك ، حافظًا كل العهود ،حاميًا كل الديار ،مهلكًا بما تؤمر ،مطيعًا لكل الأوامر،احضر أيّها القوي ،احضر أيّها القوي ،احضر أيّها القوي ،احضر أيّها القوي ...... "
تظل تردد العبارة الأخيرة مع زيادة سرعة رش المياه على الطاولة حتى آخر قطرة ماء في الكوب ولا تتوقف عن ترديد عبارة : احضر أيّها القوي ....
وجّه فوهة الكوب إلى فمك وكرر العبارة الأخيرة ثلاثة عشر مرة
يُقلَب الكوب فوق البخور وفوهته إلى أسفل ، تبدأ الرؤية داخل الكوب تنعدم بسبب الدخان المتصاعد من البخور ، يغطَي الكوب بالمنديل
دع السكون يَعُــمّ المكان
ثبت عينيك على الكوب المُغطي بالمنديل وسط الظلال الناتجة عن الإضاءة الخافتة
انتظر وترقب
ما إن يتحرك الكوب قليلاً اعلم وقتها أن الجان قد حضر وأنه محبوس عن عالمنا داخل الكوب، حرره أنت
أرفع المنديل عن الكوب ،ستلاحظ هياج الدخان داخل الكوب ،أرفع الكوب ودع الدخان يختلط بهواء الغرفة ومعه يخرج جـِــنّــيك الخاص إلى هذا العالم ،خادِمـُــك "
توقف لحظات أمام الأسطر القليلة التي قرأها في الكتاب ، الكتاب الذي أقترضه من صديق طفولته الذي ظل ليلة كاملة يحدثه عن الجان وكيف أن طريقة استدعاءهم سهلة وسريعة ، في الوقت الذي تُعدّ فيه لنفسك كوب من الشاي يكون الجان قد حضر ،ظل طول الليل يحكى له عن تلك الليلة التي قضاها وهو يتحدث مع ذلك الجِنيّ الذي أحضره وطلب منه أشياء كثيرة لم يتأخر في تلبيتها ، قبل أن يفك أسره ويحرره ويتركه ينطلق ليعيش في عالمنا كما يشاء على وعد أنه سيأتيه كلما احتاجه.
- كل دي اشتغالات ياعمّنا ،تلاقيك كنت متقّــل بس في الشـُــرب الليلة دي.
هكذا سخر من كلام صديقه الذي أقسم بأغلظ الأيّمان أن كل ماحكاه صحيحًا
- ولو مش مصدقني جرب بنفسك.
اطلق ضحكة ساخرة : ياعم أنا مش فاضي للهبل ده وأرُشّ الطرابيزة عندي ميّة واقعد جنبها مستني لما تنبّــت ،ظلمك اللي دخلك مدارس والله.
- ههههه شكلك خايف يا بوب.
- أخاف من شوية كلام فارغ ؟!! أنا مُـثقف ومُـتعلم يبني مش جاهل زيك.
- يبقى جرب بنفسك واتأكد اذا كنت بكدب عليك ولا كلامي صح ،مش هتخسر حاجة ، لكن لو خايف بقى عادي قول ، احنا أكتر من أخوات مفيش بينا كسوف.
كان صديقه يلعب على ذلك الوتر الذي يعرف أنه ما إن يضغط عليه حتى يجعله يخوض تلك التجربة بنفسه ، زقد كان مُصيبًا
- طب هاته وهجربها النهاردة ، مش علشان حاجة ،علشان بس أثبتلك أنك أهبل وبتصدق أي حاجة وكل اللي شفته ده كان تهيؤات.
- هديهولك ، بس أنا مليش دعوة باللي ممكن يحصل ، أنت المسئول.
- ياعم أنت هتمثل ؟ هاته الكتاب انجز.
كان اسم الكتاب ( الطرق السحرية في تسخير القوى الخفية )
كتاب من الكتب العتيقة ،يظهر على ورقه آثار الزمن ،ذلك الورق الأصفر المُجعد من الأطراف وله رائحة غريبة مُنفرة لم تستطع أنفه أن تتحملها ،لهذا السبب لفّه صديقه في كيس بلاستيكي أسود.
لم يجد أنسب من هذا الوقت حيث كل من في البيت نيام وها قد انتصف الليل منذ أكثر من ساعة،
فلماذا لا يُجرب ليثبت لنفسه قبل صديقه أن كل تلك الخزعبلات ما هي إلا هراءات
أغلق الكتاب ونهض من على سريره
اتجه إلى المطبخ ليُحْضر الملح والملعقة والكوب الزجاجي الملئ بالماء الساخن نوعًا ما ، لايعلم أين تضع أمه الزعتر لكنه سيبحث عنه ،
عاد إلى غرفته ومعه كل ماهو مكتوب في الكتاب ،أغلق باب الغرفة على نفسه بالمفتاح ،أخرج من جيبة ورقة جريدة ملفوفة كان صديقه قد أعطاه إيّاها ،فتحها ليجد بيها أعواد خشبية فهم أنها ذلك البخور الهندي ،
أخفت إضاءة الغرفة
- الطاولة الدائرية !!!
تذكرها فخرج مسرعًا من الغرفة ، إلى تلك الطاولة الدائرية التي تتوسط صالة المنزل ، أفرغ ما عليها على الكنبة المُجاورة وحملها إلى غرفته
تأكد من غلق الباب مجددًا
ثم بدأت الليلة
وضع الطاولة في منتصف الغرفة ،اخرج ولاعته من علبة سجائره التي لا تفارقه ،أشعل البخور ووضعه في مركز الطاولة ، أصبح الماء الذي يملأ الكوب الزجاجي فاترًا ،وضع ملعقة الملح وملعقتين الزعتر ثم قلّبهما بالملعقة حتى تأكد من ذوبانهما ، أحضر المنديل القماش الخاص بجده والذي كان يحتفظ به لتذكيره بما مضى من أيام الطفولة ،أدخل المنديل داخل الكوب ثم أخرجه ووضعه جانباً ،بعد مرور نصف ساعة ،بدأ يختنق من دخان البخور الذي أغرق المكان مع تلك الإضاءة الخانقة بطبعها،
أمسك الكوب وبدأ برَشّ الماء على الطاولة بطريقة دائرية ،وضع الكتاب أمامه في منطقة مضيئة نسبيًا حتى يستطيع أن يرى العبارات المكتوبة ، وبدأ يُردد
" بإسم الله ملك سليمان وجنوده من الجن ، باسم سليمان مُسخر الجن وقابضهم ، بسم القوي الأعظم ،تمتد يده فيمسك مايشاء ،تحضر إلينا بقوتك وقدرتك، عابراً كل الحدود، متناسياً كل الحواجز ...... حتى وصل إلى آخر عبارة " احضر أيّها القوي "
ازداد اضطرابه وبدأ يزيد من سرعة رشّـه للماء وهو يكرر العبارة
احضر أيّها القوي ،احضر أيّها القوي ،احضر أيّها القوي ،حتى انتهى الماء من الكوب
ازداد احساسه بالاختناق ،قلَب الكوب فوق البخور فبدأ الدخان يثور داخل الكوب كأنه بركان حتى امتلأ الكوب وسكن الدخان وانعدمت الرؤية داخله، أمسك بالمنديل وغطى بهِ الكوب
دع السكون يَعُــمّ المكان
ثبت عينيك على الكوب المُغطي بالمنديل وسط الظلال الناتجة عن الإضاءة الخافتة
انتظر وترقب
ما إن يتحرك الكوب قليلاً اعلم وقتها أن الجان قد حضر وأنه محبوس عن عالمنا داخل الكوب، حرره أنت
أرفع المنديل عن الكوب ،ستلاحظ هياج الدخان داخل الكوب ،أرفع الكوب ودع الدخان يختلط بهواء الغرفة ومعه يخرج جـِــنّــيك الخاص إلى هذا العالم ،خادِمـُــك "
توقف لحظات أمام الأسطر القليلة التي قرأها في الكتاب ، الكتاب الذي أقترضه من صديق طفولته الذي ظل ليلة كاملة يحدثه عن الجان وكيف أن طريقة استدعاءهم سهلة وسريعة ، في الوقت الذي تُعدّ فيه لنفسك كوب من الشاي يكون الجان قد حضر ،ظل طول الليل يحكى له عن تلك الليلة التي قضاها وهو يتحدث مع ذلك الجِنيّ الذي أحضره وطلب منه أشياء كثيرة لم يتأخر في تلبيتها ، قبل أن يفك أسره ويحرره ويتركه ينطلق ليعيش في عالمنا كما يشاء على وعد أنه سيأتيه كلما احتاجه.
- كل دي اشتغالات ياعمّنا ،تلاقيك كنت متقّــل بس في الشـُــرب الليلة دي.
هكذا سخر من كلام صديقه الذي أقسم بأغلظ الأيّمان أن كل ماحكاه صحيحًا
- ولو مش مصدقني جرب بنفسك.
اطلق ضحكة ساخرة : ياعم أنا مش فاضي للهبل ده وأرُشّ الطرابيزة عندي ميّة واقعد جنبها مستني لما تنبّــت ،ظلمك اللي دخلك مدارس والله.
- ههههه شكلك خايف يا بوب.
- أخاف من شوية كلام فارغ ؟!! أنا مُـثقف ومُـتعلم يبني مش جاهل زيك.
- يبقى جرب بنفسك واتأكد اذا كنت بكدب عليك ولا كلامي صح ،مش هتخسر حاجة ، لكن لو خايف بقى عادي قول ، احنا أكتر من أخوات مفيش بينا كسوف.
كان صديقه يلعب على ذلك الوتر الذي يعرف أنه ما إن يضغط عليه حتى يجعله يخوض تلك التجربة بنفسه ، زقد كان مُصيبًا
- طب هاته وهجربها النهاردة ، مش علشان حاجة ،علشان بس أثبتلك أنك أهبل وبتصدق أي حاجة وكل اللي شفته ده كان تهيؤات.
- هديهولك ، بس أنا مليش دعوة باللي ممكن يحصل ، أنت المسئول.
- ياعم أنت هتمثل ؟ هاته الكتاب انجز.
كان اسم الكتاب ( الطرق السحرية في تسخير القوى الخفية )
كتاب من الكتب العتيقة ،يظهر على ورقه آثار الزمن ،ذلك الورق الأصفر المُجعد من الأطراف وله رائحة غريبة مُنفرة لم تستطع أنفه أن تتحملها ،لهذا السبب لفّه صديقه في كيس بلاستيكي أسود.
لم يجد أنسب من هذا الوقت حيث كل من في البيت نيام وها قد انتصف الليل منذ أكثر من ساعة،
فلماذا لا يُجرب ليثبت لنفسه قبل صديقه أن كل تلك الخزعبلات ما هي إلا هراءات
أغلق الكتاب ونهض من على سريره
اتجه إلى المطبخ ليُحْضر الملح والملعقة والكوب الزجاجي الملئ بالماء الساخن نوعًا ما ، لايعلم أين تضع أمه الزعتر لكنه سيبحث عنه ،
عاد إلى غرفته ومعه كل ماهو مكتوب في الكتاب ،أغلق باب الغرفة على نفسه بالمفتاح ،أخرج من جيبة ورقة جريدة ملفوفة كان صديقه قد أعطاه إيّاها ،فتحها ليجد بيها أعواد خشبية فهم أنها ذلك البخور الهندي ،
أخفت إضاءة الغرفة
- الطاولة الدائرية !!!
تذكرها فخرج مسرعًا من الغرفة ، إلى تلك الطاولة الدائرية التي تتوسط صالة المنزل ، أفرغ ما عليها على الكنبة المُجاورة وحملها إلى غرفته
تأكد من غلق الباب مجددًا
ثم بدأت الليلة
وضع الطاولة في منتصف الغرفة ،اخرج ولاعته من علبة سجائره التي لا تفارقه ،أشعل البخور ووضعه في مركز الطاولة ، أصبح الماء الذي يملأ الكوب الزجاجي فاترًا ،وضع ملعقة الملح وملعقتين الزعتر ثم قلّبهما بالملعقة حتى تأكد من ذوبانهما ، أحضر المنديل القماش الخاص بجده والذي كان يحتفظ به لتذكيره بما مضى من أيام الطفولة ،أدخل المنديل داخل الكوب ثم أخرجه ووضعه جانباً ،بعد مرور نصف ساعة ،بدأ يختنق من دخان البخور الذي أغرق المكان مع تلك الإضاءة الخانقة بطبعها،
أمسك الكوب وبدأ برَشّ الماء على الطاولة بطريقة دائرية ،وضع الكتاب أمامه في منطقة مضيئة نسبيًا حتى يستطيع أن يرى العبارات المكتوبة ، وبدأ يُردد
" بإسم الله ملك سليمان وجنوده من الجن ، باسم سليمان مُسخر الجن وقابضهم ، بسم القوي الأعظم ،تمتد يده فيمسك مايشاء ،تحضر إلينا بقوتك وقدرتك، عابراً كل الحدود، متناسياً كل الحواجز ...... حتى وصل إلى آخر عبارة " احضر أيّها القوي "
ازداد اضطرابه وبدأ يزيد من سرعة رشّـه للماء وهو يكرر العبارة
احضر أيّها القوي ،احضر أيّها القوي ،احضر أيّها القوي ،حتى انتهى الماء من الكوب
ازداد احساسه بالاختناق ،قلَب الكوب فوق البخور فبدأ الدخان يثور داخل الكوب كأنه بركان حتى امتلأ الكوب وسكن الدخان وانعدمت الرؤية داخله، أمسك بالمنديل وغطى بهِ الكوب
لحظات من الصمت خيّـمت على الغرفة يقطعها على فترات متباعده كُحّة خفيفة تخرج منه إثر البخور القوي الذي لم تستطع شعيراته الهوائية أن تتحمله
صمْت
هدوء
ترقب
من المُفترض الآن أن يتحرك الكوب قليلاً دلالة على حضور ذلك الجنيّ وحبسه داخل الكوب ،كل ما عليه أن يرفع الكوب من فوق الطاولة ليسمح للجنيّ بالمرور إلى عالمنا
- إيه لعب العيال ده ؟!!
قالها حانقًا على انتظاره الطويل الذي دام أكثر من 10 دقائق بالرغم من أن صديقه أخبره أن العملية تنتهي في لمح البصر
انتظر خمس دقائق أخرى لم يحدث فيها شئ سوى تلك الكُحة التي ازدادت وذلك الصوت الذي بدأ يخرج من صدره يخبره بأنه لو انتظر خمس دقائق أخرى فربما يذهب هو إلى العالم السفلى قبل أن يحضر منه أحد.
فتح نافذة الغرفة ليستعيد تنفسه الطبيعي ويتنفس ذلك الهواء الرطب القادم من الخارج
- كنت عارف من الأول أن كل ده هبل ولعب عيال
كان حانقًا على نفسه أكثر حنقه على صديقه
لماذا قرر أن يخوض تجربة هو على يقين من فشلها ؟
ما فائدة تلك الكتب التي تملأ مكتبته والتي يُضيع أكثر وقته في قراءتها ،ما الفرق بينه وبين الآخرين من ضعاف العقول والنفوس ؟!!!
أرهقه سخطه وضيق تنفسه فألقى بنفسه فوق سريره الذي يقع أسفل النافذة المفتوحة
ظل يرمق السماء من خلال النافذة مفكرًا في لاشئ
سيضطر غدًا أن يتحمل الكثير من السُباب والشجار مع والدته عندما ترى تلك الفوضى التي تركها في الغرفة
فليكن ما يكون
المهم أنه مُتعب الآن ويحتاج إلى الراحة
ربما ينام خمسة عشر ساعة
ربما خمس وعشرون
ربما لا يستيقظ أبدًا
غلبه نُعاسه فأدار ظهره إلى الغرفة وغاب في سُباته العميــق
لم يلحظ وهو يُدير ظهره للغرفة ذلك الهياج الذي انتاب الدخان داخل الكوب
لم يلحظ تلك الحركة الخفيفة التي حدثت للكوب فوق الطاولة
لم يكن يعلم أن ما فعله