جـميع المواد المنشورة في هذه المدونة تـخـضع لقوانين حـماية حـقوق الملكية الفكرية وأي نـقـل أو إقتباس دون ذِكـر المصدر قـد يُعرضـُـك للمسائلة القانونية - ما أكتـُـبه في هـذه المدونة قـد لا يعـني لك شيئاً ،، لكنهُ بالتأكـيد يعني لـيّ الكثــير ...................ء

الأحد، 30 مايو 2010

البـحــر والـحـــب وأنــا







  أمشي وحيداً أفكر في لا شئ
 أُلقي بعض الاسئلة على البحر من أمامي  غير منتظراً لأي رد
 كم أنت رائع أيها البحر ..
 لكنك غيرُ آمن
 مخيف..
 لا أستطيع أن أثقُ بك
 تغريني بالنزول إليك
 وما إن أتعمق فيك
 وابدأ بالاستمتاع..
 حتى تبدأُ بالزئير
 وتتعالى أمواجك
 وتطيح بي وتغرقني
 وقد أستطيع أن أنجو
 وقد لا أستطيع..
 أتمنى إن حدث هذا يوماُ ألا أنجو ..
 لأنني إن نجوت ,,, لن أستطيع أن أنسى هذه التجربة

 قطعت حديثي مع البحر لمشهدٍ رأيتُه
 إثنان يجلسان على الشاطئ سوياً
 يتحدثان بــِـوُدّ
 يضحكان ..
 يتعانقان ..
 يتبادلان القُبلاتِ بين الحينِ والآخر وقد بدت عليهما علامات السعادة
 تعجبتُ لهذه السعادة المفرطة التي تبدو عليهما
 لم كل هذه السعادة؟!
 تعمدت المرور بجوارهما لأتبين بعض الكلمات
 إنهما غارقين في عالمٍ آخر
 لم يلحظا مروري من جوارهما
 يتكلمان بصوت خافتً جدا
 حنون جداً

 كنت أتعجب دوماً واتسائل , بم يُحسُ هؤلاء ؟
 ما هو هذا الشعور الغريب الذي يجعلك لا تشعر بمن حولك سوى شخصٍ  واحد؟
 لا تسمعُ من حولك سوى شخصٍ واحد؟
 لا تنظر ولا ترى سوى هذا الشخص؟
 تستطيع أن تقتلع عينيك وتقدمهما إليه دون  تردد إن اراد ذلك
 تفتديه بروحك
 سعادته هي كل همك
 إرضاءه هي كل غايتك
 تسهر لينام
 تتألم ليرتاح
 تسعد لسعادته
 تحزن لحزنه
 تضحك لضحكه
 رؤيته تُنسيك كل همومك
 ضحكته تُشرق الدنيا أمامك
 تسائلتُ كثيراً عن كنهة هذا الاحساس
 هذا الفيروس الذي يغزو القلوب قبل الأبدان
 هل هو بإراتك أم لا ؟
 هل تستطيع أن تمنعه أم لا ؟
 هل يوجد مصل مضاد لهذا الفيروس؟
 لكن ...
 لم نحتاج إلى مصل؟
 لم نقاومه؟
 لم نمنعه  وانا أرى الأحبة يطيرون بعيداً من السعادة
 هل هو شعور جميل إلى هذا الحد ؟
 هل متعته لا توصف ؟
 اذا كان هذا الشعور رائع إلى هذا الحد فلم لا أجربه؟
 أريد أن اجربه
 أريد أن أشعر هذا الشعور
 أريد أن أحس هذا الإحساس
 أريد أن أذوق هذه السعاده
 أريد أن أطير بعييييداً
 ولكن ...............
 ماذا أرى ؟!!

 أراهما قد بدءا يُغيران من وضعية جلوسهما
 يبتعدُ كلٌ منهما عن الاخر
 علامات الحزنِ تبدوا على وجوهِهما
 اختفت الضحكات
 اُستبدلت بعلامات الغضب
 ذهب الصوت الخافت الحنون وبدأ صوتهما يعلو
 الآن أستطيع أن أتبين ما يقولانه
 يتبادلان الاتهامات.....
 باللامبالاه والانانيه
 يتهمان الظروف
 يلومان القدر

 ما العمل إذن ؟؟؟

 "لابد من الفراق"

 ...................

 قالاها سوياً
 ساد الصمت

 صمت طوييييل

  أو هكذا مر عليهما

 هل هو الفراق حقاً ؟
 ألا يوجد حلُ آخر ؟

 لا يوجد

 إذن إنه الفراق

 يفترقان ودموعهما تسيل كماء البحر من أمامهما
 وأفكارهما تتضارب كأمواجه

 يفترقان
 يذهب كل منهما بعيداً عن الآخر
 كانا شخص واحد والآن أصبحا شخصين
 أصبحا روحين بعد أن كانا روح واحدة
 أصبحت حياتين بعد أن كانت حياة واحدة

 ذهب كلٌ منهما بعيداً عن الآخر
 لايعلم مصيره
 ولا يعلم القادم
 ولا يهمه أن يعلم
 فقد توقفت حياته
 وانهارت أحلامه
 وماتت آماله
 وتحطمت به سفينة الأحلام في وسط الطريق
 فليترك كل منهما نفسة للأمواج تلقيه حيث شاءت
 فلم يعد يبالي إلى أين المسير
 إنتهت حياته منذ هذه اللحظه.
.
.
.
 تابعت المشهد في خوف
 ما هذا ؟
 أين ذهبت السعادة؟
 أين ذهبت الضحكات؟
 هل ماتت المشاعر بينهما في لحظه؟
 ألم تكن تلك المشاعر تطير بهما منذ قليل ؟
 هل سقطط بهم من أعلى ؟؟
 أبهذه السرعة ؟
 ماذا سيفعلان ؟
 كيف سيحيا كلُ منهما بعد أن بنى أحلامه وآماله على الآخر
 والآن سيذهبُ كلُ منهما في طريق لا يعلم آخره
 ولا يعلم رفيقه
 ولا يريد أن يعلم
 ولا يهمه ذلك
.
.
.
 أهذا هو الحب؟

 لم تنفع لحظات السعادة المنقضية
 لم تشفع لحظات الحنان المتبادلة
 لم يجدي أي شئ مضى
 مهما بلغت روعته
 فقط سيبقى ذكرى
 لكنها ذكرى مؤلمة

 اقشعر جسدي وأنا اتخيل كيف تتحول اللحظات الجميلة التي نعيشها  ونشعرها إلى  ذكريات مؤلمة

 أهذا هو الحب ؟

 ماجدوى أن أشعر بالحب لحظات ثم أذوق مرارته سنين ؟
 إنه مثل البحر إذن..

 نفس الاغراء بالنزول والتعمق
 نفس المتعه أثناء التعمق
 وما إن نبدأ بالاستمتاع ....
 حتى يُباغِتنا بأمواجه العالية ودواماته المغرقة

 لم أستطع منع دموعي وهي تتساقط

 ولم أحاول أن أمنعها حقيقةً
 إلتفتُ إلى البحر ودموعي تسيل

 قائلاً : قد وجدتُ لكَ قريناً أيها البحر


 إنه الـحُـــــــــبّ


أحمد الدسوقي
29/5/2010

هناك تعليق واحد: